بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 22 نوفمبر 2017

من هاتفٍ مصطافٍ /بقلم الشاعر/ د.معن حسن الماجد

(من هاتفٍ مصطافٍ)

غازلتُ أروقة السكون
ودنوت من أسوارها العصماءُ
أجهضتُ ساعات المسا
وقفزت فوق حقولها العذراء
استأنست بوجيع حرفي
وترفعت قبل المثول
وتدق ناقوس الخضوع بقولها
إن كنت تعرفني أجب 
أو فاحترس مما تقول
لي إخوةٌ لاترتضي
لصبيةٍ مثلي الغزل
فقرأت في نبراتها نبض القبول
وأجبتها:
من قال أني قد دعوتك للغزل
لاتسبقي صمتي الخجولَ بكرنفالٍ من جمل
لكنني  الوغد الشقي المبتلى
برجيع صوتٍ ناعم الأطرافِ
وتشابكت بعض الخطوط ببعضها
بعد اقتحامٍ خاطئٍ 
من هاتفي المصطافِ
فترددت في صمتها
وتوشحت ثوب الخشوع
وتقلّد الفكر الأبيّ زمامها
فاستأثرت دور الرجوع
وشقيتُ مما لمّ بي 
من فائض الأشواقِ
لمّا سمعتُ هتافها 
يرتدّ في أعماقي
من لي بريحٍ عابثٍ
يجتث مني عورة الإخفاقِ
ويسوقني نحو المدى
لأقول بالأفواهِ
وألوذ بالأحداقِ
***
ووقفتُ في باب المدينة من جديد
جاوزتُ أسوار المحال
لملمتُ أطراف النشيد
وبدأتُ أسكب في أوانيها الغرام
أخيالنا يمتد أشواطا أُخَر
أم نلتقي فيعانقُ السمعَ البصر
أصداءُ ظني في خطر
أصبيّةٌ ترنو الحقول
أم مسّها بعض الكِبَر
  سمراءُ أم شقراءُ
هيفاءُ أم عفراءُ
في واحة الأطلال فيضٌ من صور
فتريثتْ قبل الدخول
حتى تملكها الخجل
قالت تحاور لهفتي:
تجتاحني أصداءُ صوتك كلّما
فاض الهوى نضح الوعاء
من قال ظنكَ في خطر
فصبابتي لاتغتفر
حسناء تفرش حسنها
في روضة الصبح الأغر
إحذر إذا يوما بزغت بناظريك
 أن تُستتَر
هيهات ظنك في خطر
فهمستُ في اُذن المليحة في حذر
أيّ المساء 
وبأيّ أرضٍ تبزغين
هلّا حملتِ أمارةً كي أستبين
لون الحقيبة أو وشاحا ترتدين
قالت تبوح بحسنها
لاتشغل النفس العليلة بالأثر
واتبع فؤادك تستبين
سمراءُ لون حقيبتي مثل القمر
والأزرق الفضفاض ذاك ردائي
في معصمي قيدٌ مكبّلُ بالشذر
ونضارتي لاتُستتر
***
 وتجحفل الخوف الشريد مع الأمل
في غابةٍ تخشى الجفاف وتتقي سحب الغزل
ياأيّها الفجر استفق
فرياح وجدي أقلعت
وغدا سيحتفل المطر
وتبرّجت كلّ الثواني حولنا
والموعد الموسوم أشرق
سمراء تسبح في الخيال
وردائها الفضفاض أزرق
أوغلتُ في صمتٍ مُعتّق
ووقفتُ عن جُنُبٍ أتابع سيرها
حتّى تسلّق خافقي الأجواءَ
نزلت بأرض الحيِّ فاتنةُ الفصول
ومكثتُ أرقبُ عن كثب
حسنَ المليحةِ في ذهول
كم فاتني قبل الوصالِ مآثرٌ
واحتلني بعد اللقاء هواني
وتصدنّي عمّا أروم هواجسٌ
أن تستبيحَ رمالها شُطآني
فتؤزّني نحو الرجوع محافلٌ
لاترتقي لسمائها ودياني
آثَرتُ ألّا أستجيب لخافقي
وأزجّهُ في حانةِ النسيانِ
وأمنّيَ الرمق الأخير لناظري
برَجيعِ صوتٍ فائق الألوانِ

د. معن حسن الماجد
العراق- الموصل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق