هيت لكِ وهيت
1_أيتها الآتية من غيوم الانتظار , أيتها الغائبة المترعة بالحضور ! واالحاضرة الضالعة في الغياب ..! تنبتين في حدائق القلب المغلق على وجودك ,والمنفتح عليك دون سواك , أيتها الصاعدة على مدارج أحلامي , والماثلة على شاشة انبهاري الأبدي بتحولات الماء في مدائنك الملأى بأبخرة سحرية ..وعطور , ورقى ..وتعاويذ لقلوب أوقفها جليد الصدمات وأوجعتها لكمات الخيبات .
إليك أيتها المنطلقة من وهاد ترقّبي , والمشرئبة إلى نوافذ أملي ...أرفع اسمى آيات البوح محفوفة بياسمين الروح ...وأهتف ملء اللهفة : هيت لكِ ..وهيت .
2_ أتنفس بمساماتي صباحك الذي يلقي على وسادة أحلامي مفاتيح قصورك العائمة على بحار أشواقي ...وأجهد أنا المدنف بماهيتك والرافع إلى جلال تجلّيك الرايات البيض , في ارتقاء سلالم الوصول إلى سدرة بهائك المنداح على قمم انشدادي لأبراج سموّك, حيث تكمن تحفزاتك لاستردادي , والاحتفاظ بروحي هائمة في مسارات عشقك من أول الغيث إلى سرمدية السراب , وأنسرب إلى أغوارك عرماً , وأنشد ولهاً : هيت لكِ ..وهيت .
3_إليَّ...إليَّ ..أيتها المنثورة أزهاراً في مشاتل الوجد..., ونجوماً في سماوات المخيلة ...تتوسّدين انعتاقي من حدود الجسد إلى آفاق الروح...وتلتفين بملاءات وجدي , وتشعلين مصابيح ليلي بزيتك السّريّ , لتندلع الحرائق في بيادر الصمت , ولتذرّ الشائعات بذورها في حقول الريح ...ولتتلقفك ذراعاي شلّال ذهولٍ يأخذني إلى دوامة حلمٍ لا صحومنه ...فهيت لكِ ..وهيت.
4_ بأناملك السحرية تعزفين على أوتار القلب أرقّ أنغام التوجّد , وتبثّين في فضاءات
المشاعر صبابات الولع بامتلاك الأثير , والانتثار على مفارق الغياب حضوراً أبعد من مدى ..يمتدّ بين اليد والعين ...يهدهدني صوتك الحريري على أرجوحة توسلاتي إليك بالامتثال , تتهودجين بين المدّ والجزر ..تسرقك صهوات ...ووهدات ...وأنا ا المهيمن الباسط سلطاني عليك ..الخافض أجنحة العشق من الجنون ... أناشدك الامتثال ..وأدعوك إلى وليمة الحواس ....فهيت لكِ ..وهيت .
5_في انتظاري الأبدي لحرم بهائك الذي يهيم في سماوات ولهي مضرجاً بدم الأمنيات , ومطرّزاً بنمنمات العشق ...أسجلّ على مدونة اشتياقي إليك ما نما من تباريح , وما استطال من لواعج , وما سما من وجدٍ لايبلّ أُوامه ...إلّا تجسّد طيفك المخاتل في مخدع غرامي بكل ما يختلف فيك ويثير , وبكل ما يومئ ويشير ...فهل ترين أيتها المبثوثة في دارات هيامي الذي لا يؤول ...أنني بك وفيك مجبولٌ يقطّر من مساماتي ماء حسنك , ويهيب بي ..: هيت لكَ وهيت ...
طاهر مهدي الهاشمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق