بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 14 أكتوبر 2017

رُعْبُ المعطفْ /بقلم الشاعر/ وليد ع.العايش

- رُعْبُ المعطفْ –
    ----------
سأخلعُ يوماً معطفي 
ذاكَ المعطفُ الشتويُّ 
القارسُ الحموضةْ 
فقدْ أكلَ نهِماً منْ جسدي 
اِلتهمَ حسبي ... ونسبي 
في شغفٍ 
اِلتهمَ جِلدي 
وشرِبَ عليهِ 
نَخْبَ النشوة الكُبرى 
بينما أنا مازِلتُ منْ زمنٍ 
لم أصل للنشوةْ الصُغرى 
سأرميهِ في ذاكَ النهرِ 
حتى لو بقي جسدي وحيداً
يُقارعُ تيارَ العَصْفِ 
بلا معطفْ ... أو ثوبٍ 
يُرديهِ قتيلاً ...
أوراقُ الشجرِ تنتظرُ 
أنْ أصنعَ منها ثوباً تاريخياً 
يليقُ بمقامي المتهافتْ 
لنْ يقبلَ خياطُ القرية 
أنْ يرتو الثوبَ ... 
ولنْ يقبلَ مني بعضَ دراهمْ 
حتى الصانِعْ سيسخرُ مني
الأوراقُ لا تحتاجُ لنوْلٍ 
أو حبْكة ... أو قِصّةْ 
تُزيلُ منْ جوفي غَصّةَ أزمانٍ 
قولوا عني مجنوناً 
فإنّي أُقِرُّ بجنوني 
منذُ زارني ذاكَ المعطفْ 
أُصِبتُ بِمَسٍّ مأفونِ 
يا لجنونِ القدرِ كمْ يقسو 
كما غدْرِ البشرِ ... يغزوني
أُمَزّقُ كلّ الألوانْ 
حتى لون وجهي 
سيغدو كلونِ عيوني 
فهي الباقيةُ على عهدي 
عيوني الخضرُ لا تعرِفُ 
ماذا يعني رُعْبُ المعطفْ
لا تدري كيفَ يكونُ الغدرُ
إنْ تابَ ... وإنْ أنصفْ ...
----------
وليد.ع.العايش 
5/9/٢٠١٧م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق