بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 14 أكتوبر 2017

مأساة إمرأة(13) بقلم الشاعره / أمال مصطفي الشامي

مرت الساعات مسرعة وانتهت ليلتى الجميلة .. الليلة التى أسعدت الجميع وجعلتهم ينتظرون يوم الزفاف .. ذهبنا وتركنا بصمات هذه الليلة تتحدث على لسان كل من حضر من أقارب وأصدقاء وجيران .. بعد انتهاء   الفرح عدنا إلى المنزل وكان شرف معانا كنت فى قمة سعادتى .. تناولنا العشاء معا وأخذنا نتزكر أحداث هذه الليلة وما به إلا وأن يفاجئنى وهو ينزع بوكيه ورد الفرح من يدى ويقطف منه وردة حمراء ويعطينى إياها .. وكانت هذه الوردة أول شىء أحتفظ به من ريحة شرف كنت فى قمة السعادة ولكنى أردت أن ابادله نفس الشىء حتى يتذكر كلا منا الأخر بنفس الشعور فقطفت من نفس البوكيه وردة حمراء ومديت يدى لاعطيها له ولكنه فاجئنى بأنه رفض وردتى قائلا : خليها مع وردتى عشان ميسيبوش بعض .. على قد ماكنت حزينة برفض وردتى. على قد ماكنت فرحانة بوردته .. ذهب شرف وترك لى الوردتين فى أحضاني طوال الليل وقبل أن تغفل عينى أرسلت له رسالة قلت فيها ( كان نفسى وردتى تبات فى حضنك زى ما وردتك هتبات فى حضنى ) وبعد لحظات رد شرف برسالة وقال ( بحبك وأنا فعلا سبت الوردة بس خدت معايا اللى ماقدرش أعيش من غيرهم صورتك وصوتك وضحكتك يا أجمل من أى وردة وبحبك وحشتينى ) وبرغم عدم اقتناعى بتبريره لرفض وردتى ولكنى كنت سعيدة بالرسالة .. مر هذا اليوم الذى كان هو بداية لتاريخى الجديد بل تاريخ ميلادى الجديد 21/10 .. ومن هنا بدأت رحلة الحب الجميلة .. فى الصباح استيقظت من النوم على إتصال شرف يقول فيه : جهزى نفسك أنا جاى بعد ساعة هخدك وننزل نتمشى .. وبالفعل جهزت نفسى وبعد ساعة جه شرف ونزلنا وكانت هذه أول خروجه بل كانت أول مرة أخرج فيها من البيت دون أبى وأمي .. انطلقت العصفورة من القفص وخرجت إلى الحياة كنت أمشى بجواره وأنا اتسائل طوال الطريق هل حقا كل هذا الفضاء الشاسع موجود خلف أبواب قفصى وقد كنت محرومة منه وقررت منذ تلك اللحظة أنه ليس عليا تفويت ثانية واحدة دون أن أستمتع فيها بهذا العالم الكبير .. نعم أنطلق العصفور من القفص .. أنطلق ولم يعد .. كنت أمشى بجواره وأنا أتذكر حينما كان يمشى ورائى كنت أنظر إليه وأنا أبتسم  مكنتش مصدقة إنى خارجة معاه لوحدى كنت مانجچاه من بعيد لبعيد كنت مكسوفة أوى وحاسة إن الناس كلها بتبص عليا لكن برغم كسوفى كنت مبسوطة إنى بشوف الدنيا لأول مرة مع الإنسان الوحيد اللى حبيته من كل قلبى .. وفجأة وإحنا ماشين لقيته بيسألني : تحبى تروحى فين ؟
ساعتها افتكرت مشهد رسمته فى خيالى وهو عبارة عن جبل عالى وتحته بحر مالوش حدود وفوقه سحاب وطيور وأنا حبيبى واقفين فوق الجبل لوحدنا ..لقيت نفسى بقول لشرف عايزة أروح البحر . ضحك وقالى قصدك النيل قلتله: معرفش بس يكون مالوش حدود .. قالى : أنا هوديكى مكان جميل أوى وفعلا أخذني شرف إلى حديقة رائعة وهى عبارة عن مقاعد على النيل .ربما لم تشبه ما فى خيالى . ربما لم يوجد جبل . ربما لم يوجد طيور . ولكن يوجد الحبيب .. إنه الحبيب الذى كان يقف معى فوق الجبل فى خيالى .هو نفس الحبيب الذى يجلس بجانبى على النيل الأن .. كنت جالسه بجانبه واضعة يدى فى زراعه كنت أنظر حولى إلى  كل حبيب وحبيبة وأقول بداخلى هل أنا أصبحت عاشقة مثل هؤلاء العشاق هل أنا فعلا اتعايش الحب واتذوق لذته .. هل أصبح لقلبى حبيب يسكنه هل أصبح قلبى ينبض بدقات الحب حقا ؟ كنت أتذكر نفسى حينما كنت فى عالمى الآخر . حينما كنت أحلم . حينما كنت أتخيل .حينما كنت أتمنى . أتمنى فقط  وكنت أتساءل هل أنا فعلا أملك ما كنت أتمناه ؟ إنه حبيبى حقا ؟ هل يحبنى وهل يتمنانى كما أحبه و أتمناه ؟ توجهت بهذا السؤال الأخير إلى عيون حبيبى وفى صمت بدأت تتلاغى الأعين ربما لا أعرف ماذا يقولون ولكننى لم أكن أشعر سوى بشيئا واحدا هو (إننى أحبه ) وفجأة اشتد الهواء علينا وبدأ الجو يبرد بشده.. وما بى إلا وأن أشعر بيده وهى تضمنى إلى صدره حتى تحول الجو بالنسبة لى إلى ربيع .. مرت الساعات مسرعة وحان وقت عودتنا .. ذهبنا .. ونحن فى الطريق إلى المنزل فوجئت به يقف على عربية هدايا ويشترى لى عروسة ومعها مخدة على شكل قلب وكانت هذه أول هدية من شرف كنت شاعر بسعادة شديدة مما جعلنى أبتسم طوال الطريق من شدة سعادتى .. وفى حين وصولنا إلى المنزل وجدنا عمى حسين وكانت ابتسامتى تلفت انتباه الجميع مما جعلتهم يشعرون بالسعادة معى أيضا ويقولو ربنا يسعدكم .. كان يوما ممتعا ذهب شرف وعمى حسين وجلست أحكى لأبى وأمي حتى طلوع الفجر عما حدث فى هذا اليوم السعيد وعندما قام الجميع إلى النوم وجدتنى أرسل له رسالة قلت فيها ( كان يوم جميل اوووى وأجمل ما فيه ضمت إيديك وأنت بتدفينى بحبك أوى ) وبعد لحظات جائنى الرد فى رسالة يقول ( بموت فيكى ) .. وبدأت سهر الليل فى حجرتى وحدى أستعيد ما حدث من ذكريات هذا اليوم الجميل اغمضت عينى وتذكرت ضمت يديه حين أخذني إلى صدره . كنت أبتسم فى صمت ثم أخذت وسادتى المجاورة بين أحضاني وذهبت فى نوم عميق وظلت ابتسامتى باقية لا تغفل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق