بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 14 أكتوبر 2017

هام النخيل /بقلم الشاعر/ م.بكري دباس

هام النخيل
على هامِ النَّخيلِ غَرزْتُ ساقي
لأَسقي أرضَها دَمْعَ المَآقي
كأنَّ العينَ مُذْ حُرِمَتْ كَراها
يُخالِطُها قَذاءٌ في الحِداقِ
تبدَّدَ شَملُنا مِنْ بَعدِ وُدٍّ
فأفجَعَني حنيني واشْتِياقي
ألا يا مُهْجَةَ الأرواحِ عودي
فكمْ أهوى عِتاباً بالتلاقي
عيونيَ لا سُقيتِ مِنَ الغوادي
ولا روَّتْكِ مِنْ قُبُلٍ رِقاقِ
أهيمُ على البَسيطَةِ أبْتَغيها
فَمِنْ شامي إلى أرضِ العراقِ
ألا مِنْ مُرْشِدٍ يَهدي سَبيلي
فَأخْبِرْني أيا حادي النِّياقِ
ألمْ تَحْظى بِرُؤْيَتِهِمْ لَعَلّي
أُصادِفُهُمْ على ذاكَ الزِّقاقِ
فَوَ اللهِ الَّذي أرجوهُ وَصْلاً
بِعَوْدَتِهِمْ يُذيبُني في العِناقِ
صبا من بعد هجران فؤادي
فَتَسْهيدي يَمَلَّهُ كُلُّ ساقي
فَأتْرَعُها بِكَأْسٍ فاضَ حُزْناً
ونَزْفُ القَلْبِ مِنْ خَمْرٍ عِتاقِ
ألا هلْ مُخْبِراً عَنّي لريمٍ
أخالهُ في الرَّوابيَ والسَّواقي
ومِنْ بَعْدِ القَطيعَةِ سوفَ أحْيا
 رَأيْتُ الأهْلَ فيهمْ يا رِفاقي
فَلَوْ قالو غَزالكَ في سَماءٍ
أطيرُ لَهُمْ على جُنْحِ البُراقِ
سَأُبقِ الساقَ مَغروزاً بأرضٍ
وما في العَهْدِ مِنْ كَذِبٍ سِماقِ
م.بكري دباس.             البحر الوافر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق