بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 13 أكتوبر 2017

مأساة إمرأة(١٢) بقلم الشاعره/ أمال مصطفي الشامي

مرت الأيام وبدأنا الاستعدادات لحفل الخطوبة من تحديد موعد حجز الكوافير وحجز فستان الفرح  كنت أحلم منذ صغرى بأن يكون لون فستان الخطوبة ( أحمر )إنه لونى المفضل الذى كنت أتخيله دايما لون فستانى  وبالفعل تم حجز الكوافير وتم أيضا حجز الفستان ذا اللون الاحمر  .. وأخيرا جاء يوم الخطوبة . استقبلت هذا اليوم بشوق ولهفة ..بسعادة وحب ..إنه اليوم المنتظر ..فى بداية اليوم أستيقظت على حضور اقاربى وهم يقولو أصحى يا عروسه كل ده نوم ..كان صباح هذا اليوم مختلف تماما عن كل صباح ..حيث كانت الشمس مشرقة والهواء نقيا .. قمت من فراشى فى سعادة وبهجة كنت مثل الطائر المنطلق خرجت من حجرتى مبتسمة الوجه سعيدة القلب طائرة من شدة السعادة .. فوجدت الفطور جاهز والكل ينادينى ..جلست معهم وتناولت فطورى وبدأت أستعد للذهاب إلى الكوافير ولكنى كنت مرتبكة قليلا ربما لم أستطيع أن أستوعب أن هذا يومى ..بدأ القلق والتوتر يصيبنى حيث كانت الساعات تمضى مسرعة وبدأت أشعر بمغص شديد حيث كان يشتد المغص كلما يقترب موعد الكوافير.. وقبل الموعد ب عشر دقائق كان المغص قد اشتد بفظاعة من شدة التوتر ..كان جميع أقاربي حولى بالمسكنات وكان شرف معى أيضا على الهاتف يهدينى ويطمئنى .. كان أول مرة يحصلى كده أول مرة اتوتر بالطريقة دى ..كنت عاملة زى الطفل اللى أول مرة يروح المدرسة . كنت خايفة وبسأل نفسى إزاي هظهر أدام الناس بالفستان .. إزاي هتبقى كل العيون عليا .. إزاي هكون عروسة الليلة .. وبعد لحظات بدأ يتلاشى المغص والخوف شيئا فشيئا حيث أنني بدأت استعيد سعادتى للمرة الثانية .. نزلت ومعى أقاربي البنات وذهبنا إلى الكوافير ولكن عندما وصلنا إلى هناك كنت أشعر وكأننى أعيش أحداث لن أتوقع حدوثها بل كنت أرسمها فى خيالى الواسع فقط .. لم أكن أعلم أن تأتى هذه اللحظة التى أرى نفسى فيها أمام المرآه وأنا ارتدى الفستان ذا اللون الأحمر .  بل اننى بالفعل ارتديته ..كان حولى عشرات البنات بالتسفيق والزغاريت وفجأة سمعتهم بيقولوا العريس وصل وكانت هى اللحظة التى شعرت فيها أن أنفاسي تسبق نبضات قلبى لحظة دخول شرف .. حيث كان الجميع حولنا ينتظر أن أضع يدى فى يده وبالفعل وضعتها وأنا فى شدة الخجل .. خرجنا من الكوافير وركبنا سيارة الزفة ووراءنا جميع الأقارب .. كنت مضطربة كثيرا طوال الطريق بل كنت أشعر أن اضطرابى يزداد كلما نقترب من النادى . وفى منتصف الطريق توقفت السيارة أمام الأستوديو( محل المصوراتى) نزلنا من السيارة ودخلنا الأستوديو (ملحوظه : كانت تمر كل هذه الأحداث وكأننى فاقدة الوعى كنت تائهة وكأننى أحلم حلم جميل).دخلنا حجرة التصوير وأخذنا نتهيأ للوقوف أمام الكاميرا وبعد لحظات بدأنا نلتقط الصور التى كان بعضها يثير مشاعرى خجلا وكانت أصعب لحظة هى عندما قال المصوراتى لشرف:  إعمل نفسك بتبوس إيديها فى هذه اللحظة مددت له يدى وأنا قلبى يدق بشده  مسك شرف يدى وقربها إلى فمه .. كانت روحى تنسحب من جسدى  وعندما لمست يدى فمه تفاجئت به يقبل يدى حقيقى .. كنت فى قمة الارتباك أحاول أن اسحب يدى من بين يديه ولكنه كان يمسكها بشدها وهو يبتسم وكأنه يريد أن يقول لقد وضعتى يدك بين يدى بالإجبار ظلت يدى بين يديه لنهاية التصوير كانت دقات قلبى سريعة ربما وأن روحى قد انسحبت تماما .. وبعد انتهائنا من التصوير خرجنا من الأستوديو وركبنا السياره وانطلقنا والجميع وراءنا حتى وصلنا إلى النادى .. توقفت السيارة وكان الجميع فى استقبالنا .. نزلنا من السيارة ثم وضعت يدى فى زراع حبيبى وبدأت الزفة .. كنت سعيدة بهذه اللحظة التى أرى نفسى فيها بجانب شرف وحولنا كل هذا الكم الرهيب من البشر يهللون ويلقون علينا الورود .. استمرت الزفة حوالى ساعة إلا ربع حتى وصلنا إلى القاعة وعندما دخلنا من باب القاعة بدأ (الدى جى ) كان الجميع ينظر إلينا ويبتسم كنت أشعر أن دقات قلبى مسموعة للحاضرين وأنا أرى الكوشة أمامى فارغة وكأنها تنادينى وتقول هذا هو مكانك .. كنت أقترب منها ببطئ ولا أستطيع أن أوقف نبضات قلبى السريعة ..وصلت إليها ثم جلست وكأننى أميرة تجلس على عرش الأميرات وبجانبى أميري وحبيبى وبالفعل كانت الأغنية فى هذه اللحظة تقول ( قمرنا الليلة وصل خبرنا على اللى حصل كيف التقو شخصين قصة أميرة وقمر بالحب جمعهم قدر واتشبكو القلبين ) وبعد لحظات انطفأت الأنوار وظهر الدخان الأبيض المصاحب للموسيقى قام أميري وأخذ يدى لنرقص معا رقصة السلو ربما وكأننى فى حلم جميل لا أريد إيقاظ نفسى منه .. وفى لحظات وأنا بين يديه تبدلت الموسيقى فى أذنى وحدى إلى أغنية (كلمات ) الأغنية التى كنت أحلم دائما أن اتراقص عليها مع فتى أحلامي كنت أنظر إلى شرف وأبتسم وأنا بين يديه واتخيل كلمات الأغنية فى زهنى تقول (يسمعنى حين يراقصنى كلمات ليست كا الكلمات يأخذنى من تحت زراعى يزرعنى فى إحدى الغيمات والمطر الأسود فى عينيه يتساقط زخات زخات يحملنى معه لمساء وردى الشرفات وأنا كالطفلة فى يده كالريشة تحملها النسمات ) كنت أشعر أن الفرحة فى قلبى تتراقص معى ولأول مرة تدخل السعاده قلبى .بل أول مرة اتذوق طعم السعادة وأنا بين يد حبيبى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق