حبٌّ يسيِّرني إلى القبرِ
أكتب هذا المقطع :
لا زال حبُّكِ يكويني بحرقته
والقلبُ أمسى لنار الحبِّ كالحطبِ
فقد تجاوزتُ سنَّ الأربعين ولم
يزلْ لظى الحبِّ شلالاً من اللهبِ
ولم تزل صورة الماضي مخيِّمةّ
ووجهكِ الطلقُ عن عينيَّ لم يغِبِ
ياوردةً نضجتْ قبل الأوانِ وقد
تفتَّحتْ مثلَ حبِّ الفستقِ الحلبي
وقد قطفتُ صباها من طفولتها
من حُصرُمٍ بعضَ حبَّاتٍ من العنبِ
ورحتُ أرعى صباها في تفتُّحهِ
حتى غدا قدُّها عوداً من القصبِ
وشعرُها المتمادي في تطاولهِ
بشُقرةٍ مثلَ أمواجٍ من الذهبِ
وخصرُها ناحلٌ والصدرُ مكتنزٌ
والعينُ عينُ مهاً والجيدُ جيدُ ظبي
وان بدتْ في ظلام الليل تحسبها
بدراً محى البدرَ أو غطَّى على الشهبِ
لازال حبُّكِ حيَّاً فيَّ متَّقداً
وقصةُ الحبِّ في أثوابها القُشُبِ
طابت لنا في ليالي الأمسِ وازدهرتْ
لكنها اليومَ لم تزهرْ ولم تَطِبِ
أحيا مع الحُلُمِ الماضي وبسمتهِ
والحزنُ يأكلُ أحشائي من الغضبِ
وأصبحتْ بعضُ أعضائي معطَّلةً
عضوٌ أُ صيبَ وعضوٌ بعدُ لم يُصَبِ
وصرتُ شيخاّ وفي سنِّ الشبابِ أنا
ضاع الشبابُ وجدَّ الموتُ في طلبي
يتبع. سامر الشيخ طه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق