نامَ الحفيدُ وبالأحلامِ يستَعرُ
تِلكَ الثواني بثوب الطُّهرِ تَستَتِرُ
خمسٌ من العمرِ أمضاها وفي يَدِهِ
أسوارُ قريَتِهِ والأرضُ والقَمَرُ
جَدٌّ يقومُ ليالي العمرِ مُجتَهِداً
مِنْ أجلِ أنْ تنبتَ الأزهارُ والعِبَرُ
عُشْقُ الحفيدِ لِجَدِّهِ باتَ مُشْتَهِراً
صِنوانِ في الرَحَلاتِ وفي الضُّحى السَّهَرُ
لمَّا استفاقَ حفيدُ العمرِ في عَجَلٍ
والجَدُّ في الليلِ قدْ أسرى بِهِ السَّحَرُ
سارَ الصغيرُ ومِنْ أفكارِهِ انطَلَقَتْ
تلكَ الشجاعةُ لا خوفٌ ولا كَدَرُ
قد أسرَعَ الطَيَرانَ إلى جُبَعٍ وخُطْوَتُهُ
كمْ حَطَّمَتْ من مسافاتٍ بِها سَفَرُ
وطَوى الجِبالَ ومِنْ أنوارِهِ شُمُسٌ
يَرقى الطُّموحُ بِها والمَجدُ مُفْتَخِرُ
لَمْ تثْنِهِ قِمَمٌ مِنْ قَطْفِ مُعْجِزَةٍ
قَدْ طالَها بَطَلٌ كالعِزِّ يَنْتَصِرُ
لَمَّا تَراءَتْ لَهُ أجْبالُ صافيةٍ
أبقى على السير مرهوناً لهُ القَدَرُ
لم يُثْنِهِ صِغَرٌ عَنْ خوضِ مُعْتِرَك
قَدْ خَطَّهُ الجَدُّ والأحلامُ تَنْتَظِرُ
سارَتْ بِهِ قَدَمٌ نَحْوَ العُلى قُدُماً
ما هابَ بعمره ولا الأعمارُ تُنْتَظَرُ
لَمْ يَنْظِرِ الخَمسَ مِنْ سَنَواتِهِ اكتَمَلَتْ
فمضى إليها جبالِ العِزِّ يَنْتَصِرُ
ما أجْمَلَ الطِّفْلَ والأحلامُ تَغْمُرُه
ذاكَ الزَّمانُ عَلا أمجادَهُ الصِّغَرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق