ولكن فى هذه اللحظات التى تم فيها اللقاء كنت نائمة بسبب سهرى ليلة أمس من شدة القلق والتوتر بينما ظللت نائمة طوال اليوم وحتى اللحظات الذى تم فيها اللقاء ولا أدرى بما يحدث ولكنى كنت أعلم بالموعد أستيقظت على صوت أمى وهى تحدث أبى على الهاتف وتقول :طيب كويس خليه يجى بكره الساعة الخامسة ..قلت لنفسى الظاهر إن فاتنى كتير استنيت لحد ماما مخلصت التليفون وسألتها إيه اللى حصل قالتلى : أبوكِ قابل العريس وبيقول إنه شغال فى شركة جنرال موتورز..و إسمه شرف ..عنده شقة بيجهزها ..وكان خاطب أربع فتيات وعنده32 سنة ..توقف انتباهى عند الجملة قبل الأخيرة (كان خاطب أربع فتيات)رغم أن الجملة الأخيرة تستحق الوقوف أيضا لأنى فى هذا الوقت كان عمرى 19سنه يعنى فرق السن بيننا ثلاثة عشر سنة كاملة ولكنى تلاشيتها تماما وكان كل همى خطيباته الأربعة ..بدأ التفكير فى الأربعة اللى قبلى واخذت اتساءل فى صمت لماذا تركهم؟وما سبب الإنفصال ؟وكانت الأسئلة حول هذا الموضوع تزعجنى كثيرا ..مر اليوم وحان موعد اللقاء الثانى وكان اللقاء فى هذه المرة داخل البيت ..أما أنا فكان موقفى مخجل لأنه اللقاء الأول بالنسبة لى ..دعيت عمى حسين ليكون معى فى هذا اليوم ولكنه تأخر حتى أقترب الموعد المحدد للعريس وفقدت الأمل فى حضور عمى ..(قبل الموعد بدقائق) كنت فى حجرتى أستعد لأول لقاء يجمعنى بفتى أحلامي ولأول مرة أشعر بأن دقات قلبى تسابق بعضها البعض ..ومرت الدقائق سريعة وحان الموعد وفجأة سمعت صوت بابا بيقول العريس على السلم ..لا أستطيع أن أوصف حالتى فى هذه اللحظة من ارتباك وخوف ولكنى كنت سعيدة..كنت أقف خلف باب حجرتى أنتظر دخوله من باب البيت وبعد لحظات رأيته ..إنه هو ..نعم هو..إنه من خطف قلبى من النظرة الأولى ..إنه فارسى وفتى أحلامي ..إنه حبيبى المجهول صاحب الإشارات الجريئة والنظرات الساحرة ..نعم إنه حبيبى المجهول ..دخل حبيبى وجلس فى الصالون وكانت المفاجئة هى أن عمى حسين قد حضر أيضا فوجدته يدخل خلفه قائلا أنا قابلت شرف على السلم بس ميعرفش إن أنا عم العروسة وبعد أن تعرفوا على بعضهم وتبادلوا السلام جلسوا فى الصالون ..وحان وقت خروجى من الحجرة..كنت أشعر بالخجل والخوف فى نفس اللحظة وكنت أتساءل بداخلى كيف أمد يدى وأسلم على هذا الشخص..كيف أضع يدى فى يده..كيف أنظر إليه ..كيف أتحدث معه ؟وماذا أقول ؟ وفجأة دخل أبى ليأخذني إلى الخارج..كنت ألتمس لأبى العذر وأقول له لا أستطيع الخروج ولكنه أخذني بالقوة وفجأة وجدت نفسى أمامه ..عينى قصاد عينه ولأول مرة عن قرب يالها من لحظة جميلة وصعبة فى ذات الوقت كنت فى غاية الارتباك سلمت عليه ووجهى فى الأرض من شدة الخجل ثم جلست على الكرسى المقابل له مباشرة وبقيت طوال الوقت صامتة ناظرة إلى أسفل ..أخذ يتحدث عن نفسه وحياته وشيئا فشيئا بدأت تتقابل العينان ثم تتبادل الإبتسامات وفى وسط الحديث تفاجئت بأمي تقول له مش أنا قلتلك إن بنتى مخطوبة فى حد يخطب واحدة مخطوبة ..ضحك شرف وقال : لما حضرتك قلتيلى إن بنتك مخطوبة أنا بصيت فى يدها ملقتش دبلة عرفت إنها مش مخطوبة ..فوجدت أبى يقول :طب و إزاي عرفت مكان البيت؟ أبتسم شرف وقال بصراحة لما لقيت بنت حضرتك ركبت التوكتوك وهتمشى معرفتش أعمل حاجة غير إنى أمشى ورا التوكتوك واللى ساعدنى على كدا إن الشارع كان فى ميه والتوكتوك كان ماشى بطيئ جدا وفضلت ماشى لحد ما التوكتوك وقف وشفت بنت حضرتك وهى داخلة البيت .. تفجرت المفاجئة التى أذهلت الجميع ولكن تبقى اللغز وهو إيه علاقة جارنا بالموضوع .. هذا هو السؤال الذى سأله أبى لشرف .رد شرف قائلا : جاركم صاحبى وأنا لما شفت بنت حضرتك دخلت البيت وعرفت إن أنتم جيران إتصلت بيه وسألته عن مواصفات بنت حضرتك لكن هو ماكنش عارفها ففضلت عشرة أيام أسأل ناس فى شارعكم محدش دلنى لحد ماشفتها أول يوم العيد وهى واقفة فى البلاكونة واتأكدت إنها ساكنة هنا إتصلت بصاحبى اللى هو جاركم وعرفته إنها ساكنة أمامه طلع عارف حضرتك وقالى إنه هيكلمك .. انحل اللغز وأصبحت قصتى واضحة للجميع التى لا يصدقها البعض إنها فعلا قصة ولا فى الخيال.. من يصدق أن العشرة أيام التى قضيتها فى عذاب متواصل هى نفس العشرة أيام التى قضاها حبيبى بحثا عنى .من يصدق أن نلتقى بعد هذه الفترة التى كاد أن يفقد فيها كلا منا الأمل فى لقاء الأخر ..كنت سعيدة بما حدث على قدر ذهولى ودهشتى ..وبعد لحظات فوجئت بأبى يقول: إيه حكاية الأربعة اللى كنت خاطبهم وإيه سبب الإنفصال ؟ وجاءت اللحظة التى كنت انتظرها حتى يرتاح عقلى من التفكير حيث زكر أبى جميع الأسئلة التى كانت تدور فى ذهنى ..رد شرف قائلا : مكنش فيه تفاهم وأخذ يحكى عن كل واحدة بعيوبها ومميزاتها كنت أستمع وأنا أتوجع وأقول بداخلى كنت أتمنى أن أكون الأولى فى حياة الشخص الذى أحببته .. الشخص الذى هو الأول فى حياتى .. وفى نهاية الزيارة قرروا أن نذهب غدا لنرى شقة شرف ..وفى اليوم التالى حضر شرف ومعه والدته وأخته مريم وبالفعل أخذونا والدته وأخته إلى الشقة وظل شرف مع أبى فى بيتنا يتفقون على شراء العفش ..ذهبت وكان معى والدتى و إثنان من أقاربي البنات (أماني ونداء) ذهبنا وكانت الفرحة تسبق خطواتي وعندما وصلنا إلى هناك ومع أول خطوة من دخولى كنت أرسم السعادة أمامى .. السعاده التى لم يوجد لها أثر فى بيتنا ..كنت أرسم أحلامي فى كل ركن وفى كل شبر من بيت حبيبى ..وفجأة حضرت (هنا)وهى أخت شرف الثانية ومعها زوجة أخوه تبادلنا السلام ولكنى لم أرى البسمة على وجوههم بل كنت أرى فى عينيهم نظرات غريبة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق