بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 9 أغسطس 2017

مناجاة في سكون الليل /بقلم الشاعر/ عبدالفتاح عبدالسيد

.مناجاة في سكون الليل.
............
أقبل الليل  وهاجت بي نيران الهوي
وداهمتني الظنون من بعد المغيب
وظللت ليلي أناجيك  والليل يسمعني
ودروبك صامتة لا تسمعني ولا تجيب
وكم من ليل ظللت  بليلي أناجيك حبيبي
حبيب يشتاق إلي ألفة ولقاء الحبيب
وكم من الليالي بللت دموعي وسادتي
وكان لها من الهم والحزن والهجر نصيب
وفي مرقدي تأججت نيران العشق والهوي
بركان عشق  يغلي في صدري كما لهيب
وكم تأوهت وتأوهت الليالي وتألمت معي
وأسمع لها مثلي بكاء و عويلا  ونحيب
وكم تألمت القمر و النجوم وبكت لأدمعي
ونالهما من هجر حبيبي لي شقاء وتعذيب
وكم من ليل هزني الوجد والشوق اليك حبيبي
وأقعدني الهزال وأحتار في دوائي كل طبيب
قل ياليل  لحبيبي أن الهزال بعده أرقدني
وأدركني  في شبابي من بعد هجره المشيب
وبدت لي دنياي  على عجل في صباحها
تلملم أشيائها فقد أدركها فجأة  المغيب
وقل له أن النوارس عادت تداعب شطئانها
ونورسي من زمن  قد هجر عش الحبيب
وقل له أن القمر لم يداعب ظلمات الليالي
ولم يسترسل في حنانه من بعيد أو قريب
وقل له أن الليالي قد سهرت تبكي هجره
وناحت  ساعات الهجر وبدا لها نحيب
وقل له كم داعبت شفتاه الصامتتان أوراقي
بهواجس الليالي وكأنني عنها غريب
وكم عانقت في حسرتي طيف خيالة
فأوقدت حرارة الشوق فى برد الليالي لهيب
وكم أحتويته ورسمت بأنفاسي ملامح وجه
تعانقني بالصمت عيناه وشفتاه لا تجيب
وقل له كم تمنيت لو أدفأ بلقائه برد الليالي
وأتواري خلف ظلاله من صقيع ليل كئيب
...................
قل يا ليل لحبيبي وتوسل أليه يعود إلي 
 من بعد هجر وفراق  وغياب وعذاب
وقل له أن البلبل الذي غرد من فوق أيكتنا
صار شاجينا اليوم من علي الغصن غراب
وقل له أن الخريف داهم الربيع من بعده فجأة
فحمل معه الجنون والدمار والخراب
وقل له أن الزمان قد تبرء  منا بعد هجره
وأنذرنا بالوعيد   والهلاك  والعقاب
وقل له أن العمر بعده صار يخدعني
عانق الشيخوخة وتبرء منه الشباب
وصرت في الطرقات أتسول بعده الهوي
حافي القدمين ممزق الثياب
..........
عبدالسيد عبدالفتاح(همسات قلم حائر))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق