(عند الغدير)
لي موعدٌ عند الغدير
في ضيعةٍ قديمةٍ قبل الفصول
هناك في وديانها
وفوق هامات التلال
في روضةٍ أسيرةٍ خلف الهضاب
مدينتي هناك
سنابل الصبا هناك
ندور في أروقةٍ مبهرجة
تكتظ بالألوان
نعاقر المقاهي
ونهجر المنازل
نضيع في أزقةٍ عتيقة
نلاحق السواقي
وشفرة المداخل
وننتهي عند الغدير
وموعدي بعد الأخير
***
بيارق الشوق العنيد
تراقصت فوق الأثر
تبختر الوجد الشريد
في غابةٍ من الصور
في بقعةٍ قرب الغدير
أسترجع الفصل الأخير
***
نمتدّ في أشواقنا عبر السهول
نداعب الأطيار
وحبات المطر
وترتمي أناملي
في بركةٍ من الغزل
فتعتلي سماتها
جحافلٌ من الخجل
يظلّ زهونا يطوف
بلاعزوفٍ أو كلل
***
وأوشك الفصل الأخير
بعد المساءات الملاح
تأرجح العهد القديم
ورتّل البرد قافية النياح
تطايرت فوق الغدير
عواصفٌ من الغضب
تعرقل النهر الوليد
وطوّقت ضفافه
مقامعٌ من الحديد
تعرضت أسوارنا
لوابلٍ من الحجر
فأوغلت في طيّها
صحائفا من الشذر
حتى توارى أمرنا خلف المحال
واستوحشت أرواحنا
نامت على برد اليقين
وجاهرت في هجرها الأقمارُ
تصدّع الصرح المتين
واحتلت الأوجاع ساعات الصفا
تشبثت بأرضها الأفكارُ
واستوطن الصبر الأسير
عند الغدير
يسترجع الفصل الأخير
براعما كنّا وكان الحب مثوانا الأخير
د. معن حسن الماجد
العراق- الموصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق