بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 11 يونيو 2017

كنفُ اللَّيلِ /بقلم الشاعر/ محمد خالد الأمين

كنفُ اللَّيلِ
      ********
رُفِع السّتارُ 
على خشبة الليل
لما نَفقَ عند بزوغ الفجر..
وهلّت الشّمسُ 
بعيون ذهبية 
تُطهّره من دنسِ الويل ..
وترْثيه بأجمل قصائد الصَّباح 
ويتعطَّرُ .. 
هو الليل صامت
مخيف برماده
كُنْهُه سباتٌ واستكانةٌ
يعتِّم أشرطة الأنوار  
وينسج سرابا 
غزله الأوهام
وبالفجر يتحرَّرُ ..
اسْتهزأ النّهار
 بِلَغْوه المتطفّل
لماذا تُلْبِسونَهُ وشاحَ القمر؟..
وأجابه الغسقُ 
مادحًا بالقول:
لمّا غسقت عيناه 
سديمًا مدرارًا وكحلها 
غطى احمرار الغروب
بخيوط قاتمة السَّيل..
أنا الشّاهد عليه 
وبكسائي المبجّل
أحجب الأسرارعن القلم ..
وأستر بُؤر الغرامِ 
وأُدارِي تجاويفَ العفنِ 
وبُؤَرَالشرّ
وبِتِرْياقي تُظلّلُ العقولُ 
وتُعْمَى المُقلُ
لأحميَ أطرافَه 
من الحَرْق والبتْر ..
وبِمدادِي يرسمُ
 لوحةَ العشق الأمْثل
ويلوّنُ حُروفه بالمُثُلِ
لينجوَ مركبه
 من أنيابِ الصَّخْر...
وبقافيتِي ينمّق قصائدَه
برويِّ الغرامِ
وبِبحرِ الألحانِ 
يسْمو نقْرُ النَّغم
ويستقيمُ السَّهر
ولا يُكسَّرُ الميزانُ ...
هو اللّيلُ مرتَعُ 
العشّاقِ والهُبَّل ..
ففيه تُقطفُ الورودُ 
وتُرْشَفُ ما طابَ منها ..
 وتُشكّل الأكاليلُ
كتيجان تنمّق هاماتٍ وازنةً ... 
وعلى الرَّواق الأحمر
تَسرِقُ الشُّموعُ ظِلَّهُ
 وتُسكَبُ كؤوسُ الإحليل
فيبهت المكان ويزهو
 ويحلو اللقاح 
على ضوء القمر 
 حتى تذبل الجفون
وتفشَل السيقانُ
ويَتمّ المصلُ
وتسقُط التويجاتُ 
حين تفقدُ أريجَها
**************
محمد خالد الأمين 
الصورة من الويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق