بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 يونيو 2017

مناجاةٌ في ضفافِ الرّجاء /بقلم الشاعر/ مرعي محمد بكر

بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم

 مناجاةٌ في ضفافِ الرّجاء

سَلِ الدَّهرَ عنْ قلبٍ حنينُهُ يَفضحُ
ينامُ على آهاتِ شوقٍ و يُصبحُ 

فما بالُها روحي تذوقُ مرارةً
وما بالُها نفسي تضيقُ وتجرحُ

لقدْ كنتُ في بحرِ الضَّلالةِ عائماً
نداءٌ أتى حبلُ النَّجاةِ يُلوِّحُ

عليَّ ينادي أقبلِ اليومَ تائباً
ففي رحمتي كلُّ الخلائقِ تُفلحُ

صحوتُ وهذا القلبُ يغلي ندامةً
يزفُّ الورى طيبَ الحياةِ وينصحُ

سقيمٌ لأنّي أتبعُ النَّفسَ طائعاً
فيا كابتَ الأهواءِ في النَّفسِ تربحُ

أتتْ فرحةٌ نحوي تفوحُ بعطرِها
قريبٌ إلى الرَّحمنِ والعمرُ يفرحُ

فلستُ أبالي في الحياةِ بقربِها
وأبقى طوالَ الدَّهرِ للقربِ أطمحُ

إذا لم يكنْ فيكَ الأمانُ فحسرةٌ
تسيلُ على خدّي لجفني تُقَرِّحُ

شربتُ كؤوسَ المرِّ في البعدِ ساعةً
وفيكَ انتشتْ نفسي بذكرِكَ تسبحُ

أناجيكَ سرَّاً يا كريماً برحمةٍ
إليكَ دعائي سارَ منّي ويكدحُ

تجلّى برأفٍ منكَ طابَ شعورُهُ
ودودٌ غفورٌ عندكَ الذَّنبُ يُمسحُ

رحيمٌ كنورِ الشّمس يُرضي عبادَهُ
وكلُّ ذنوبِ الخلقِ يعفي ويسمحُ

أقومُ الليالي في ودادِكَ ساهراً
وفي أسْحرٍ مستغفرٌ و أُسبِّحُ

إلهي فؤادي فيكَ ذابَ مودَّةً
فهل أنتَ تعفو السيّئاتِ وتصفحُ

أجبْ دعوتي إنّي بها جئتُ أرتجي
فمنْ أجلِ عفوٍ بابُ عفوكِ تفتحُ

أويتُ إلى ركنٍ شديدٍ لأحتمي
بدعوةِ مظلومٍ لنفسِهِ تُفسحُ

ضعيفٌ لكَ الشّكوى بقلّةِ حيلةٍ
هواني على ناسٍ نستكَ وتمرحُ

شكوتُكَ من ظلمِ العبادِ وفعلِها
بعيدٌ قريبٌ صوتُ صدِّهِ يصدحُ

دروبُ الورى قد أظلمتْ بجهالةٍ
وإنْ تظلمُ الدّنيا فدربُكَ أوضحُ

غريبٌ عنِ الجنّاتِ مَن ضلَّ دربَهُ
وفي يومِهِ الموعودِ في النّارِ يُطرحُ

تجيءُ المنايا فجأةً دونَ منذرٍ
وتأتي على مرأى الخلائقِ تكسحُ

وكلُّ البرايا في قيامِ تغابنٍ
يفرُّونَ من أهلٍ وذوالذَّنبِ يُفضحُ

فلا تسألِ العاصي سؤالاً لتهدِهِ
(فكلُّ إناءٍ بالذي فيهِ ينضحُ)

ودعْهُ ولاتندمْ بلِ ائسفْ لعمرِهِ
وكنْ في الهدى سرَّاً دعاؤُكَ يصلُحُ

فإنْ كانتِ الأوزارُ تُثقلُ ظهرَنا
نرى رحمةَ المولى بفضلِهِ تُمنحُ

وفيكَ الغنى نعمَ الوكيلُ بدنيتي
وحسبي رحابُ الودِّ منكَ وأنجحُ

إلهي رضاكَ اليومَ أرجو صبابةً
ولوعةَ شوقٍ في رياضِكَ أمدحُ

              """"""""""""""""""""""""""""""""""""

                    مرعي محمد بكر 
                       فتى قلمون 
                        ابن جيرود

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق