بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 9 يونيو 2017

مَنْ يؤم الفقراء /بقلم الشاعر/ محمد الأنصاري

مَنْ يؤم الفقراء
..................................
مَنْ يؤم الفُقراء
وآيات البطون الخاوية ممحية
مُبَعثَرة حروف العَطش على الشفاه
وأبواب الرَحمَةَ ترتدي مِنْ دوننا الأقفال
حَماماتنا اللاتي هاجَرنَّ ما عُدّنَ يَذكرنَ حبات القمح..
وفتات خُبزنا الأَسوَد
الحُلم ابتسامات كاذبة
نِتاج آيات من كُتبِ أنبياءِ هذا الزمن
فتتكَدَسُ على طولِ أحلامِنا القصور
الفُقراء في الجِنانِ يَمرَحون
وعلى أَفخاذَ أحلامنا العارية تجلس غانيات الحور
فَتتبَعُ النُذور نذور
والدُعاء قلاع راسخة على شفاهِ الأمهات
لكنَّ (خمبابا ) طعامه الأبناء
فَتغرق القلاع في بحارٍ من الدموعِ
إذ لا رجوع للدعاء
مَنْ يؤم الفقراء
والمَساجد الباذخة تخشى أسمالنا وأقدام الحُفاة
حيث ولِدنا كما أراد خالقنا عراة
والمساجد مسورة بالستر والفضيلة
مشيئة الرَب أن نجوع
أن نَعرى
أن ننامَ غُرَباء في حضن الوطن
أن ننفقَ العمر نَخطب ودَّ الرَصيف
وكسرة سوداء من بقايا رغيف
ثم نُقَبل اليَد على نعمةِ الحياة
الفقرُ صَرحٌ من زُجاجٍ ممرد
لا هُدهُدَ ليأتي بالنبأ
فَبَلقيس بلا مُلك تَغزل الأحزان
والجوع يَقصُ على الأيامِ حكاية اليَمَن
ابراهيمُ غادَرَ يا بغداد ..
ليَأمَن جور الوَطن
والمَسيح جَرَّ صليبَه وأقتَرَضَ من بَقايا سفينة نوح ..
بَعض المَسامير
الحُزن متوَج فيكَ يا وَطني
والسَواد يَلف السواد من الفراتِ الى الفرات
والرؤوس الشامخات على الرماحِ معلقات
يونس يَشتاق بَطن الحوت
وموسى أعياه الزَمن فعاد للتابوت
دمَشق بلا ياسمين
والعطر رائحة شواء
استر عرينا ايها القَلم
ارسم على عوراتِ رجولَتنا رداء
ففلسطين تلك الجميلة أنفقت كل الدموع
رَقَصت في باحةِ الأَقصى
ومع صوت المؤذن غَنَت للرجوع
والحَرب من خلفِ قضبان السجونِ سلاحها ماء وملح
الصَبر ملء العيون ..
من الجفونِ الى الجفون
وقادتنا الأشاوس ..
أبطال الأزمنة العارية يتنافخون
مجردة سيوف العهر ترتَجف للنزال
ليَردوا عن الغنمِ الذئاب
صولات ذباب
فيُتخَمونَ مِنْ شهيِّ اللعاب
محمد الأنصاري
بغداد /ايار2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق