أتعثر بدخان النواح
--------------
حواصلهم
مكتظة بكلمات سوداء
يزحفون على صدورهم
يأكلون من جروح الأرض
سواحلنا بلا ماء
كؤوس الطِلا
رائحتها تزكم الأنوف
جوق الموسيقى
تعزف لحن الانكسار
دخان السماء
أسود
كسرات الخبر
على موائدنا سوداء
غرفتي
مطلة على ميدان المدينة
شبابيكها تصرخ فيها
الرياح
مدفئتي مثلجة
مذيع الأخبار
في تلفازي
شفتاه تهدلت
على أرضيتي
في مدننا تُدق
أبواب بيوتنا
بكعاب البنادق
وتُثقب المرايا
وصور أسلافنا
بالحراب
يباع الموز في شوارعنا
أصفراً
من القارة السمراء
اصفرار جلودنا
اكثر
والنواح
في الفضائيات
و في بيوتنا وشوارعنا
أكثرواكثر
كي أكون
ألف وجهٍ
مُرّغ بكبرياء
في التراب
كي أكون ألف حنجرة
صُلِبْتُ صبراً
أن أكون كل
شفاه الناس
قُطّبت عدلاً
معكِ أيتها المسلوب عذريتها
في وضح النهار
صامدة كالجبل
في مواطن الانهزام والصراعات
أكون عامراً
رافعاً رأسي من بين الحطام
الانعتاق
معك سأكون الحرية
في أكذوبة الديمقراطيات
أتعثر في الطرقات
أتشرد
متعثراً بالغيوم
ضحكتُ
متأنقاً
أنا الصعلوك
مفروضٌ
عليَّ تشردي
كانت الريح
تحكي للأوراق
قصة تعثري
والغيوم تهمس
لقطرات المطر
الريح والغيوم
تخاطبني
لم يعد لك حول ولا قوة
نظرت في المرآة
لقد كانا صادقين
كل شيء في سكون
خنوع
لم تعد الريح تهز سعف النخيل
والمراسي تغوص في الشط
لم يعط للشموع نور يهتز
وللقمر ضياء
لم يعد في الكانون نار
ولا في تنّور جدّتي رماد
لم يعد البُلبل يغرد على شجرة التوت
ومات الفخت على شجرة التين
باب جدي عندما يفتح له صرير
وقفله يختنق بالبكاء الحبيس
يملأ الغبار الأحمر غربال أمي
وصينية أختي تملؤها بقايا الشاي
دخان مصباح أبي النفطي
يملأ باحة الدار
دخان... دخان
يملأ السقف والأجواء
----------------
*****
د.المفرجي الحسيني
اتعثر بدخان النواح
العراق / بغداد
7/6/2017
-----------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق