نفسي كوني لروحي أمينة بقلم ( الشاعر المختار السفاري)
أراك في صحراء قلبي ماءا
أصله أجده سراب
و رمالها السّاختة تحرقني
لأقول يا لينتي كنت تراب
الرّيق إن شحّ فمه
لسانه ينسى الصّواب
يتلعثم في الكلام
و كأنّه بالبكم مصاب
لا يجد أحدا يقهمه
يلهث و ينبح مثله مثل الكلاب
يا كبانا بلا ماء يسفيك
كلّ من سكنك عاش عذاب
حاسب السّماء التي تحميك
لما عاب عنها السّحاب
عوض أن تطعم و تسقي
تشعل النّار لتزيد إلتهاب
ليعيش قلبي يتيما
بلا أهل و لا أحباب
و أموت في سجن دنيا ظالمة
لا يؤمن سجّاني فيها بوجود يوم الحساب
خير إنس إقترق إثما
ثمّ من بعدها إستغفر و تاب
نفسي إسقي تربتك بمائك
لتنتج الطّعام و الشّراب
لتخرج الرّوح من سجنها
و تبعد عن سماها سحاب الرّياح يكفيها عقاب
و تشرق شمس لا تحرقني
بل تكوّن سحاب مطر و ضباب
تبعد العطش عنّي و تدفؤني
و تذكّرني بتربتي و بشجرة الأنساب
الغصن إن أقتلع من عروقه
لا يصلح إلّا حطابا
يعادي أخته و اخاه
ليكون عدوّا لمن يعطيه الثّواب
قلبي لا تكون صحراء قاحلة
نفس كيانك تسقي التّراب
لا تفرّط في أشجارك الغالية ثمرتها
التي تنتج الزّيت و الرّمان و التّفاح و الأعناب
و كوني لروحك أميتة
حتّى لا تذوق عذاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق