بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 6 يونيو 2016

صوت السماء / بقلم الشاعر / محمد حمودة

صوب السماء
بقلم، محمد حمودة .
**
صوب السماء
هُنَاك
زَرعّتُ أطفالاً صوب السماء
كُنتُ خائفاً أن يُغرقهم مدَّ الحرب 
ويموتوا تحت الغِطاء
كنتُ خائفاً أن يقسى عليهم الأوغاد
فدثرتهم بلحاف من السماء
غطاءً مَتينُ يا الله
يَقِيهُم شَرَ القذائف يا لله.
صوب السماء
هناك يا الله
أردتُ أن أسقي 
الأطفال بالهواء والماء 
أردت افراغ ما بِحَبّلِيَ السُري 
من هواء وإلقائه في جيوبهم الصغيرة 
وإتيان ذاكرتهم بطبقٍ جائعُ
يلتهمُ أوجاع الدمار يا الله.
**
صوب السماء
تعلمتُ الطيران
تعلمتُ بيدين عاريتين
بدون عون العصفور
أجنح السماء
لوحدي أُطَاردُ في البيداءُ لعنتي 
أطاردُ مخاوفي الوحشية المترنحة.
**
صوب السماء
قد تداعت القدس ودبّ جسدها البلاء 
وتكالبوا عليها الأشقياء 
أردتُ نحر رِقابهم 
والهروب بالقدس صوب السماء
أعلو بها للنقاء 
لزمن لم يعد يغارُ 
الحُكامُ على البناء.
**
صوب السماء
أرى سورية مغلوبة
وداعشٌ احتلت البلاد 
طغوا فأكثروا فيها الفساد 
أ فرعونٌ هُمّ أم أشَدُ بَلاء
أتخذوا دين الله وعاثوا فيهِ الخراب 
قومٌ افاكٌ يفكرون بدهاء
وحُجَجُ السَبّي والنَحّرِ أتخذوها غباء
أكثروا أطباق الدماء 
ولاحوا برايتهم السود كقلوبهم 
فوق أرضك يا حبيبتي.
**
صوب السماء
رأيتُ العراق يَنزفُ
يفقدُ أنفاسه شيئا بعد حين
تداعت المقابرُ بالتخمة 
من فَيضِ العِظام والارتواء بالدماء 
ومازال رجال الدين المزيفون
يعبثون بالحقيقة وينثرون 
الخوف على جبلٌ باذخٌ
فتمحق أحلامهم كما وسوريا حبيبتي 
كُلهم حَقِيرون يا سوريتي 
كُلهم أولاد مُرتزقة يا عراقي.
**
صوب السماء
واليمنُ أصدعتهُ الفتنُ
تقسم ألف خلية تحارب الحرية
قبيلةً تُطيحُ أختها 
تدعوا بعضهم
على مأدبة العشاء
لشُرب الأشلاء 
والبقايا المكسورة من الوطن 
تُغلفها البندقية 
أيا فتنةٌ 
في الأوطان تفشيتِ
غادري سوريتي حبيبتي
غادري عراقي الحبيب
غادري يمني الجميل
واذهبي ببلائك بعيداً عنا 
فنحنُ قومٌ 
إذا تداعى عضو 
أصاب باقي الجسد بالحمى 
فحتماً سنصنع داءٌ يداوي جُرحنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق