الحلقه ال٢١
كانت البطلة نادمة على مكالمتها لوالدة شرف بعد أن اكتشفت أن جزاء اتصالها هى الإهانة والمعايرة وهنا تدخل البطلة لتصف شعورها المختنق قائلة : كنت حاسه بخنقة شديدة وكنت بندم إنى إتصلت بوالدة شرف وطبعا ماما دمها محروق عليا فوجدتها تتصل بوالدى الذى كان فى هذه اللحظة خارج البيت وحكت له على اللى حصل .. فكان رد فعل بابا إنه قفل معانا علشان يكلم شرف ويشتكي له من والدته على أساس إن شرف يعتزر على اللى حصل .. وبعد نصف ساعة تفاجئت ببابا يتصل وهو فى قمة العصبية وكانت المفاجئة هى إنى وجدته يقول لى : اقفلى تليفونك .. حاولت أن أفهم السبب وإيه اللى حصل من شرف لكن كان رد بابا عليا كلمة واحدة وهى ( الجوازة دى مش هتم ) نفذت رغبة أبى وقفلت تليفونى وبدأ الحزن يحاوطنى من كل إتجاه كنت أشعر بألم رهيب فى قلبى .. وجدتنى انسحب من بين أفراد العائلة حيث انفردت بنفسى فى حجرتى وبدأت اتسائل .إيه اللى حصل؟ وليه بابا قالى اقفلى موبيلك؟ وليه قال الجوازة دى مش هتم؟ وبعد ساعات حضر والدى .. أول ما دخل من باب الشقة جريت عليه وسألته إيه اللى حصل ؟ وليه خلتنى أقفل تليفونى . لقيته دخل الصالون ومردش عليا وبعد شوية نده على ماما .. جت ماما لقيت بابا بيقولها : البيه بكلمه وبشتكي له من أمه يزعقلى فى التليفون ويقولى إيه ياعم هيا حرب .. ردت ماما وقالت : وإنت قلتله إيه ؟ رد بابا : قلتله ماتحترم نفسك ياولد إنت و أتكلم معايا بأدب إنت بتتكلم كدا ليه قالى خلاص يا عمى إنت فين دلوقتى وأنا اجيلك قلتله أنا عند أخويا حسين وجالى على هناك أول ما جه اتفاجئنا بيه بيقول بص يا عمى لو كل يوم هيحصل مشاكل كده نفضها من دلوقتى وكل واحد يروح لحاله وكل شىء قسمة ونصيب . ملحوظة : أول ما سمعت كدا دخلت على بابا الصالون وسألته والدموع فى عنيا : شرف قال كدا ؟ رد بابا : والله العظيم قال كدا . قلتله : وإنت قلتله إيه ؟ قالى : قلتله مع السلامة يا حبيبى لولا عمك حسين هدا الموضوع كان كل شىء هينتهى النهارده . قلتله يعنى معقول شرف كان هيبيعنى بالسهولة دى . رد بابا وقالى : اومال إنتى فاكرة إيه يعنى إنتى هتطلعى أغلى من اللى قبلك ومنذ ذلك اليوم بدأ كلام الناس حولى كالخناجر المسمومة تتصوب إليا من كل إتجاه وأنا واقفة لم أمتلك سوى أن تتألم فقط .. البعض يقول: ده مبيحبكيش . ومنهم يقول: ده عايز يتجوزك عشان حلوة وصغيرة وبس . وبعضهم يقول: ده مستعجل علشان يلحق سنه مش علشان بيحبك ونفسه يبقى معاكى زى مانتى فاكرة .. والبعض الآخر يقول : إيه اللى يخلى راجل عنده ٣٢ سنة يحب عيله عمرها ١٩ سنة .. سمعت منهم كلام كتير بيوجعنى مش قادرة أصدقه لكن كنت بأوح وأقولهم إنه بيحبنى والدليل إنه بيخرجنى ويفسحنى .. كان ردهم ليا : اللى عمله معاكى عمله مع اللى قبلك ولو سابك هيعمله مع اللى بعدك .. كنت اتذوق مرارة الحزن فى دموعى وأنا تتألم وحدى بعيدا عن أعينهم كانت أوجاعي تفوق تحملى وكنت اخفيها .. اخفيت الكثير بداخلى عنهم جميعا بما فيهم شرف . اخفيت عنه آلامي اخفيت دموعى وأوجاعي أيضا اخفيت خوفى منه .. احتفظت بالعذاب لنفسى فقط من أجل حبى له ..( شعر )
عشت العذاب مع نفسى
وشربت المر من كاسى
وفى عز ألمي ونار يأسى
بدارى دموعى من ناسى
حضنت جروحى بإيديا
وكتمت الله جوايا
وجيت علشان أهرب من الناس
لقيت الحزن ويايا
لا أنا قادرة إنى أبعد عنك
ولا قادرة أعيش فى النار جنبك
مافيش حاجة بتريحنى
وكلام الناس بيجرحنى
وبدل متيجى تفرحنى
بتكوينى بنار حبك
وفى النهاية جايب ماضى
وبتحكيلى كمان عنهم
وتقول إنك هتسيبنى
وتحسسنى إن أنا منهم
ليه بتطعنى فى قلبى
ليه بتجرح إحساسي
عنك أنا بدارى واخبى
واكتم بايدى انفاسى
ليه خلتنى أعيش العذاب مع نفسى
واشرب المر من كاسى
كان شرف يأتى كل يوم وبالتالى كانت تظهر أحزاني فى عيونى وشيئا فشيئا بدأ يلاحظ ثم يسأل وأنا كالعادة اتهرب .. حاولت أكثر من مرة أن أفتح له قلبى وابوح له عن سبب حزنى وعن كلام أبى وعن الصراع الذى بداخلى ولكننى كنت أجلس أمامه صامته لا أعرف من أين ابدأ وماذا أقول .. فلا أستطيع أن أواجهه بما فى داخلى .وإن واجهته ماذا أقول له . هل أقول : أهلى بيقولوا عليك مبتحبنيش وعايز تتجوزنى علشان حلوة وصغيرة ؟ هل أقول : إنت مستعجل علشان تلحق سنك مش علشان بتحبنى ؟ هل أقول : أهلى بيقولوا إيه اللى يخلى راجل عنده ٣٢ سنة يحب عيله عندها ١٩ سنة ؟ هل أقول : أهلى بيقولوا إن اللى إنت بتعمله معايا عملته مع اللى قبلى ولو سبتنى هتعمله مع اللى بعدى ..إزاي أقوله كدا .. حتى لو الكلام ده صح إزاي اجرح مشاعره واقوله سنك كبير وعايز تلحق نفسك .مقدرتش .كتمت عذابى جوايا فى سبيل إنى مجرحش قلبه . ثم عدت إلى قلمى وورقتى من جديد لكى أخرج ما اخبئته فى قلبى كما تعودت فى صغرى .. إنما بينى وبين نفسى لقد انهكنى التفكير بحثا عن إجابات لتساؤلاتى الحائرة . فأنا أعيش صراعا عنيفا داخل نفسى .. ما الذى يحدث لى ؟ ما الذى يحدث حولى ؟ ما الذى أسمعه وهل كلامهم صح أم خطأ ؟ هذه هى الأسئلة التى تحتل عقلى وقلبى الآن بعد أن أصبحت فريسة لصراع قاسى لا يرحم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق