بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 1 ديسمبر 2016

ألا تستحي؟ بقلم الشاعر / محمد خالد

ألا تستحي؟ 

ألا تستحي؟
أَ تدير بقفاك لأمك؟
وتمشي مرحا وتتبختر
أين كنتَ بعد نطفة أبيك؟
ألم تكن حيوانا مُذيّلا تنتشر؟
تبحث عن منفذٍ على قرص أمك
وبإذن ربك، غدوت مشيجا تنشطر
ألم تكن علقة فمضغة بحبل تتجدر؟
وبعدها أصبحت عظاما وبلحم تُستَتر
ألم تكن معلقا، ومن دم المشيمة تستقطر؟
ألا تستحي؟
أتؤُفّ أمّك ، وتنهَرُها؟
وتدير بظهرك وتتطاوس
ألم تحملْك وهنا وكرها؟
وحبسْتَ أنفاسها
 وهي بالآلام تتحسس
وكم أحيتِ الليل من أجلك
 وأنت المؤنس
وتتقلّبُ على جنبيْها 
وأنت كالوتد المنغرس
تتدلّى من الحبل السُّرّيِّ
 كالمتسلق المتمرس
وهل شكا جبل يوما
 من صخره ونبْش الأفؤس
وهي كحمامةٍ مكسورةِ الجناحين
 تدوسها النوارسُ
وتهلّل وجهُها عند صيحتك الأولى
 وضيئتْ كالفانوسِ
ألا تستحي؟

أتعقُّ أمَّك ، ونسيت من أوصاك بها؟؟
ألم تعلم أن الجنة تحت أقدامها؟
كمْ أظلمَ بكاؤك ليلها،وكنت سراجَها
وكم سهرتْ بك الليالي، وكنت سميرَها
وبحب دفين، تعصرُك لتشمّ أريجَها
فساعتها أنت العشق
 ولا عشقَ من بعدكَ لها
تسقيك لبنها، وتدغدغ شفتيك بأناملها
كشاعر يتلمس حروفه، قبل إلقائها
ألا تستحي؟؟
تتفقد قماطك، وتنش العوالق برموشها
وأنت كمقلة من الأذى تحميك جفونُها
وكم استنشقتْ ما نتن فيك، وحسبته طيبَها
وكم مرة أزالت دنسك، وخالته مسكَها
وكم قبلت ما أظلم منك، وانتشت بتقبيلها
كفخر بفحولتك، لتنير ما يبس من أنوثتها
لم تخفض لها جناح الذل ، ولن تنال رضاها
ما دمت تعصيها ،فأنت تعصي الخالق معها 
ألا تستحي؟؟

أيها العاق
ارحم الأم الرؤوم
قبل فوات الأوان
ولا ينفع الندم
شقّ الريح سحابك
وأنت كالّليق المهشوم
وعقّ الشيب شعرك
كموج على الشط الجثوم
مزّقتَ الأوصال
وسحقتَ الرحم
ونفيت البِرّ الرّحومَ
ألا تستحي؟
أيها اللئيم المشؤوم
ضاق صدرك
واسودّ وجهُك الجهومُ
أحرقْتَ مظلّتك
بكبريت العقّ المسموم
وبقيت عاريا من الرحمة
كرُدوم الجدار المهدوم
وغرقتْ رجلاك
في الوحل المحموم
كلما نشلت الأولى
جبّت الثانية كالمرجوم
ألا تستحي؟
أنت أيها اللَّعقةُ المعدوم
تعلَّمْ من الصقر
هو أقوى الجوارح والطيور
مخالبُه شديدة النّقوش
ومنقارُه صلب ومعقوف
وإذا فقد بصره
تنقره صغار الطيور
وتنهشه البوم
فالأم هي النور
نور هنا وجنة هناك
اتّقِ الله أيها المجحوم
والْعَقْ قدمها،
 لعل رضاها ورضا الله يروم
ألا تستحي؟
أما زلت لا تستحي؟؟؟
إذن أنت شيطانٌ تنحس
في جبة ابن آدم بين العققة توسوس
تتربع على عرش القطيعة
 وتترأس حلف إبليس
 وبأوامره تنغمس
أ تجهل أيها النّجس؟
 إن الأم عقد ماسي
على جيد البررة، وللرحمان  يقدس
بخّسْتَ قلب الأمومة، وكنت فيروسا
وأعدمت الماضي، ودنسته تدنيسا
ألا تستحي؟؟
أما زلت لا تستحي؟؟؟

محمد خالد      سلا     المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق