أبو العز المشوادي
الماضي والحاضر
حديثتني نَفْسِيَّ بصوت عالي
بِمَاضِي كُنَّا فِيهِ سَادَةً العَالِمُ
كُلُّهِ يَسْعَى لِنَيْلِ رِضَانَا.
إِذَا اِمْرَأَةُ اِسْتِغَاثَتِ
خَرَجَتْ مِنْ أَجْلِهَا الجيوشا.
يهِابهمُ مِنْ فِي الشَّرْقِ وَمَنْ فِي الغَرْبِ
أَسْوَدُ لَا يَخْشَوْنَ عَدُوًّا.
الدُّنْيَا عِنْدَهُمْ كَعَابِرُ سَبِيلٍ
فَلَمْ يَرْكُنُوا لَهَا.
عُمِرُوا الدُّنْيَا لِعَمَّارَ أَخَّرَتْهُمْ فَرَتَقُوا.
فَخَلَفُ مِنْ بَعْدِهُمْ خَلْفٌ أَضَاعَ المَاضِي وَالحَاضِرُ وَفِي رُكَبِ التَّخَلُّفِ يُسَابِقُ.
وَهَنُوا وَخَارَتْ قِوَاهِمْ وَفِي مَلَذَّاتِ هَذَا الزَّمَانِ عَاثُوا فَسَادًا.
وَلَيْسَ عِنْدَهُمْ إِلَّا كُنَّا وَكَانَ أباؤنا.
واين أَنْتُمْ مِنْ آبَائِكُمْ الَّذِينَ بَنَوْا المَجْدَ بِسَوَاعِدِ الجَدِّ والنشاطا.
أَقُولُ لَكُمْ اِسْتَيْقَظُوا مِنْ سُبَاتٍ طَالَ مَدَاهِ. أَوْ إِلَى القَبْرِ سَيَّرُوا إِلَيْهِ أَحْيَاءً قَبْلَ مماتكموا. اِمْرَأَةٌ فِي العِرَاقِ وَسُورِيَا وَاليَمَنِ وَفِلَسْطِينَ. تَنْدُبُ حَظَّهَا العَاثِرُ أَنْ كَانَتْ منكموا.
وَعَجُوزٌ قَدْ خَارَتْ قِوَاهِ يُهَرْوِلُ مِنْ هَوْلٍ مَا يَرَى.
وَشَبَابٌ فِي الطُّرُقَاتِ جُثَثُهُمْ مُبَعْثَرَةٌ.
وَجَنَيْنَ شَابَّ مِنْ الأَهْوَالِ الجثام.
جِيلٌ ضَاعَ هَدَفُهُ وَأَمَلُهُ فِي الحَيَاةِ.
وَجِيلَ فِي المَلَذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ أَضَاعَ عُمْرُهُ. وَنَظَرَتْ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ أَجَدُّ أَحَدٌ بِجَانِبِيَّ. فَقُلْتُ الحَمْدُ لله أَنْ لَا أَحَدَ رَانِي وَلَا سَمْعَ قولي.
لَقَالَ مَجْنُونٌ يُحَدِّثُ نَفْسَهُ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق