بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 نوفمبر 2017

رسالة إلى ولدي /بقلم الشاعر/ خالد خبازة

أبلغ القول
رسالة إلى ولدي
قصيدة عروضها من البسيط .. و القافية من المتراكب
بالحلمِ ، والعلمِ ، أصحابُ النُـــهى كمُـلوا
إن واعـدوا صدقوا ، أو حدثوا فعـلوا

و الناسُ في الحــــــقِ .. ألوانٌ وأمزجةٌ
والقولُ أفضلـــــــُهُ ما صدًّق العملُ

لكم تحــــــــايلتُ لــلأرزاقِ أطلبُــها
لكن أفــــــــدتُ ، بأن لا ينفعِ الكسل

فانظر بني ، لما يقضي الزمانُ بـــــهِ
وسر على سننٍ ، قد صـاغها الأُولُ

و اسلك سبيل الألى ، في كلِ مأثــــرة
فمن مآثـــــــرِهم ما يُضربُ المَثل

فليسَ منْ ماتَ في عرفِ الورى جلـــلاً
لكنــــــهُ جللٌ .. إنْ مــاتت المُثـــل

دعِ التواكلَ ، فيمــا تبتغي عمــــــــلاً
إن التـــــــواكلَ ، مقرونٌ بهِ الفشل

و اعملْ برأيكَ ، لكنْ غيرَ مرتجـــلٍ
فليسَ ينفـــــــعُ رأيٌ ، حينَ يُرتجل

و حاذرِ الدهرَ والأصحابَ ، غــدرَهُمُ
ففاقدُ الحرصِ ، قد يــودي بهِ الزلل

و اعملْ بحزمٍ وعــزمٍ في بلوغِ علاً
لا يقطعُ السيفُ ، إنْ في حــــدِهِ فلل

و كنْ كمثلِ شعاعِ الشمسِ نــــــافذةً
أعيتْ على حجبِه الأنواءُ ، والحــــيل

و لا تكنْ ، أبـــــداً ، في ذي الحياةِ كمنْ
تقطعتْ بك ، في صحرائِــها ، السبل

و لا تكنْ ، في قراعِ الدهرِ ، في عــجلٍ
إن النــــدامةَ يأتي قــــــبلَها العجـــــل

و اطلبْ من الدهرِ ، ما يغنـــيكَ مسألةً
وحسبك النحلُ ، منه الشهدُ والعســـــل

و لا يغرنْكَ منْ هــــذي الحيــــاةِ منىً
لاحتْ لعينيـــــكَ ، إذْ يُستحسنُ المَهـَل

و اصبرْ، فان صروفَ الدهرِ، أيســرُها
فيما تمرُ بهنَ ، الطــــينُ ، والوَحَــل

و اغضضْ من الطرفِ في حلٍ وفي رَحَلٍ
فان أكثـــــرَ ما زانَ الفتى ، الخجـــل

و اخفضْ من الصوتِ ما أسمعتَ ســـامِعَهُ
وأحسنِ القـــولَ ، قد يحسُنْ بكَ العمل

و عاينِ الأمرَ ، إنْ خيـــــرًا ، وان ضـررًا
وجانبِ الشر ، حــينَ الشرُ مُحتمــــــل

و اربأَ بنفسـِــكَ عنْ ظلمٍ ومعصيــــــــةٍ
فالظلمُ ما إنْ يَطلْ ، لا بـــــــد مُرتحل

فلنْ يقالَ الذي غـــــــالَ الورى رجـــلٌ
لكن ، من يتقي ظلمَ الورى ، الرجــل

و خذْ من العـــــلمِ ، ما يعلــــيكَ منزلةً
لنْ يبلغ الشأوَ .. منْ في علمِـــهِ خلل

و اكملْ بعلمِكَ عن فــــــــهمٍ و معـــرفةٍ
فالبدرُ أسطعُ ، حينَ البدرُ مكتمـــــــل

و اجعلْ من العقــــلِ ميزانًا تزينُ بــهِ
ما ينطقُ الفمُ ، أو ما تنقــــلُ المقـــــل

و جاهدِ النفسَ فيـــــــما تشتهي ، عملا
ففي جــــهادِك ، دونَ النفسِ ، تكتمل

( فالنفسُ أمارةٌ بالسوءِ ) مــــــا رغبتْ
في كبحِها، طالــــــما ، تُستأصلُ العِلل

و اعملْ جميلاً ، تنلْ ذكرى، و مـــأثرةً
يمضي الجميلُ، ويبقى الذكـرُ والعمـل

هذي الأمانــات ، قد حُمِّلتـَــــها ولــــدي
فقد أبى ، حملَ ما استؤمِنْته ، الجـــبل

كما عَهدنا ، هي الدنيـــــــا ، وما عُرفتْ
لنا مقـــــــــــامٌ بها ، حينــا ، ومرتــحل

نلــــــــــــهو بها .. ليتها دامتْ لطالبها
فالمرءُ ، ما عاشَ ، محتوم ٌ لـه الأجل

و الناسُ فيها ، تـــــــوالَوْا اِثْرَ بعضِهُمُ
بعضٌ يــــزولُ ، وبعضٌ قبلهم رحلـوا

أعيـــــــــذٌها أمتي ، دهماءَ ، داهيـــــــةً
أنْ ليسَ يسبقُ فيها ، سيفها العـــــــــذل

لله مجتمــــــعٌ ، مــاتَ الجميـــــلُ بهِ
فالـــــكلُ عنْ فعلِهِ .. لا ه ٍ ومنشغــــل

و رب مجتمع ٍ، ضاقَ السقـــــــــامُ بهِ
و قرحتْ جسمَهُ الآثــــــامُ ، والعِــلل

و فرقتــــــــهُ نفوسٌ ، ضـلَ مسلكُها
ومزقتْ شملَهُ ، الأهــــــواءُ ، والنِحل

أدعـــــوه ربيَ يعلي العــــــــربَ مجتمعًا
يسمو .. فلا نحل فيـــــهِ ، ولا مــلـَـلُ

لي منْ هـــوى أمتي العربـــاء تذكر
فلينفعِ الذكـــــرُ ، إنْ لم يشفعِ الأمــل

فللعروبـــــــــةِ في نفسي وفي كبدي
ما لا يعبرُ عنه ُ الحرف ُ ، والجُمـــــل

هـــذي رسالةُ حبٍ .. لا غَــنـــــاءَ لها
لا مُهجتي وسِعتْ بعضًا ، ولا المقـــــل

عبـَّـــــــرتُ فيها عن الآمالِ ، أخلصُها
أنْ ليس لي ناقة ٌ ، فيها ، و لا جمـــــل

لكنْ مقولةُ من قبلي ، قــــــــد اختزِلتْ
وأبلغُ القول ِ قول ٌ.. حين َ يُختـــــــزل
...
خالد ع . خبازة
اللاذقية / سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق