_ثَورة حَنين _
و أخشّى أن يشيَّ بي الحَنينْ
و يَفضح شَوقاً تَلظّى في أعماق
نَبضيَّ و الوَتينْ
و أن يُبيحَ المَكنون في خُلدي
و يُفشي سِرّ دَمعيَّ الشَّجينْ !
***
و مِن شِدّة خِشيَتي
جَلستُ أرتشِف الصَمت
على زِند ليليّ الحَزينْ
جرعةً تِلوَ الأُخرى
علَّ موقِد الشوق المُتأجِج
في حَنايا نَبضي يَنطفِئ و يَستكينْ
و تِلكَ اللهفة الهائمة بأحداقي
علَّها لا تَرتعِد و تَبينْ
لكِن ... عبثاً حَاولت
و في عمقِ حَسرتي سَقطت
و بصخرة ذهولي ارتَطمت
مُكتظَةً بآهاتي
مُعلِنةً عِصيان الصمت
و تَمَردهُ عَلى ذاتي !
***
كُل شيءٍ يكاد أن يشيَّ بي
كُل ماحولي مُتخم بالبَوح
ياإلهي !
حتى شُرفَتي البائسة تَمردَت
و أقسّمَت أن تسرُد شَوقي
على مَسامِع العابِرينْ
ساعَة لِقاءها مع ضوءِ الصُبح
ياللألَم !
أشعرُ بصداعٍ شديدٍ في قَلبي
و لا مُسكِّنَ عِندي لِحماقة هذا الحنينْ
الذي انتفَضَ في مَدائِن شعوري
و كالغَدير سَرى مِدرارا في الشّرايينْ
***
فـَ يــا أيُها المارِد القابِع في كَبِد
لَــوعَــتــي و حَــنــيــنــي
إياكَ أن تَستَبِح حُرمَة نبضي
و إياكَ يا مارِد البوح أن تُزِحَ السِتار
عن أسرارَ قَلبي
وَيْلٌ لَك ! الا ترّى بأنني بتُ أخشّى
مِن ثورة الأقدار على ذَنبي ؟!!
***
هيلين الملّي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق