بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 16 نوفمبر 2017

ثَورة حَنين /بقلم الشاعره/ هيلين الملي

_ثَورة حَنين _

و أخشّى أن يشيَّ بي الحَنينْ 
و يَفضح شَوقاً تَلظّى في أعماق
نَبضيَّ و الوَتينْ 
و أن يُبيحَ المَكنون في خُلدي
و يُفشي سِرّ دَمعيَّ الشَّجينْ !
***
و مِن شِدّة خِشيَتي
جَلستُ أرتشِف الصَمت 
على زِند ليليّ الحَزينْ
جرعةً تِلوَ الأُخرى 
علَّ موقِد الشوق المُتأجِج
في حَنايا نَبضي يَنطفِئ و يَستكينْ 
و تِلكَ اللهفة الهائمة بأحداقي 
علَّها لا تَرتعِد و تَبينْ
لكِن ... عبثاً حَاولت 
و في عمقِ حَسرتي سَقطت 
و بصخرة ذهولي ارتَطمت 
مُكتظَةً بآهاتي 
مُعلِنةً عِصيان الصمت 
و تَمَردهُ عَلى ذاتي !
***
كُل شيءٍ يكاد أن يشيَّ بي 
كُل ماحولي مُتخم بالبَوح 
ياإلهي !
حتى شُرفَتي البائسة تَمردَت
و أقسّمَت أن تسرُد شَوقي
على مَسامِع العابِرينْ
ساعَة لِقاءها مع ضوءِ الصُبح 
ياللألَم !
أشعرُ بصداعٍ شديدٍ في قَلبي  
و لا مُسكِّنَ عِندي لِحماقة هذا الحنينْ
الذي انتفَضَ في مَدائِن شعوري
و كالغَدير سَرى مِدرارا في الشّرايينْ
***
فـَ يــا أيُها المارِد القابِع في كَبِد 
لَــوعَــتــي و حَــنــيــنــي 
إياكَ أن تَستَبِح حُرمَة نبضي 
و إياكَ يا مارِد البوح أن تُزِحَ السِتار 
عن أسرارَ قَلبي
وَيْلٌ لَك ! الا ترّى بأنني بتُ أخشّى 
مِن ثورة الأقدار على ذَنبي ؟!!
***

هيلين الملّي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق