كفى نهبا لأرصدة العباد
أرى الأشباه من صنف الرّجال
تضاعف عدّهم عدد البـغال
يريدون النّهوض بلا كفاح
ولا حزم يــقود إلى النّــــــضال
ألم تر في بلادي قوم لوط
وقد نسبوا الحرام إلى الحــلال؟
وفي أوطاننا اغتـــــصبوا اليتامى
وتلك برأينا عيـــن الوبال
تلوّث كلّ ذي طعم ولون
وبالظّلــــــماء عسعــــست اللّيالي
نشرنا في ثقافتنا القـــــشورا
وشجّــعنا المفاسد والشّــــرورا
فأنجب جهلنا شرّا خطيرا
أشاع السّحــت واعتمد الفجـــورا
وزغردت الرّذيلة في نفوس
بها التّعـــــتيم لقّنــــها الغرورا
نغالط في الحقائق كيف شئنا
ونتّــــــخذ النّفاق لنا شــــعورا
وهذا أخبث الأفعال رجسا
وأسوأ ما سيـــخترق الـــصّدورا
قرود العصر صار لنا لقب
نطــــيع الحاكـمين ونغــــتصب
نجعجع في الوجود بلا طحين
ونزعم أنّنا نحــــــن العــرب
ولو كنّا لكان لنا لســـــــــــــــان
وفقه للأصــول وللنّــسب
تشرّدت الأصالة في بلادي
وعن أسواقنا ابتــــــــعد الأدب
فنحن اليوم كالغوغاء صرنا
يحاصرنا التّــــسلّط والشّــغب
ربيع شعوبنا أمسى خريفا
وحال شبابنا أضــــــحى مخــيفا
نقاد إلى السّجون بغير ذنب
ونضرب بالعصا ضــربا عنيفا
وهذا القهر جرّعنا المآسي
فأصبح شعبنا شـــعبا ضــــعيفا
نطالب بالكرامة في بلاد
تسلّـــــــــــط أمنها قمـــعا وحيفا
أغار على الرّبيع ففرّ ذعرا
وحوّل طقــــسنا فصــلا خريفا
كفى نهبا لأرصدة العـــــباد
فقد ســـئم الأنام من الفـــــساد
وكيف أخاف والأخطار هبّت
بعاصفة تدمدم بالكـــــــساد؟
تصاعدت البطالة في شباب
تعلّم دون جــــدوى في بلادي
وأسندت الأمور إلى ذئاب
تعادي ما يقـــــــود إلى الرّشاد
فما للشّعب في وطني نصيب
وسوء الحال تعكسه البوادي
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق