بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 26 أبريل 2017

أمـــــــك صابـــــــــــــــــــــــــــــرة /بقلم الشاعر/ المفرجي الحسيني

أمـــــــك صابـــــــــــــــــــــــــــــرة
--------------------
كنتَ صغيراً
لم ترتضِ ابتعادي عنك
تلاحقني أينما حللتُ
تمسك بثيابي
تشدني
 أبقى بجانبك
تثور، تصرخ
تهدأ
تعانقني، تبكي
على صدري، ترجوني
مرة أخرى
أضمك إلى أحضاني
أعتذر عن الدعوات
 تبكي ليلاً
 أحملك
على كتفي 
مرضك
يؤذيني، يقلقني
ما شكوت
لسهر الليالي 
رجلاً ناجحاً سعيداً
والشيب اعتلى مفرقي
ورسم الزمان
تجاعيده على وجهي
شكراً،
 وعُرفاً
لا أريد
سنين
اقتسمناها 
دمع العين سال على وجنتي
اختنقت العَبراتُ
في صدري
أتضجّر من كلماتي؟
تتأفف؟
 لكبر سنِّي
تتهرب بأعذار
تبتعد عني
مرضي يشتد
تتمنّى الموت لي
أسمع ذلك
في صدرك
لا تجاملني
ارحل
لا تتكلف محبتي
حيث تشعر بالاشتياق
تعال
أضمك إلى صدري
خادمة عندي
تتكفل... بتوديعي
إلى مثواي... 
إلى قبري... 
أمك صابرة
--------------
من والدك وصية
ولدي
 أكتب إليك 
 تقرأها
إذا غبت عنك
 تدرك ذات يوم
 قد مُتُّ
لك عصارة فكري
وقلبي
على طيف الأوراق 
اعلم يا ولدي
الحياة
تصبح أقل اصفراراً وأنقى
لأنك فيها
إذا مشيت
أرى فيك خطاي
من صدى صوتك
أقتفي ما سلف
إن كنتُهُ 
في ضباب السنين
لك الآن
أن تطبق كفيك
على ما يعدّهُ لك الزمان
من وردٍ ورياحين
لي أن
أزهو بأيامي الباقيات
على أحلامك
سراعاً
مثل أنفاس الربيع
إن صدري
ليضيق
عندما أضمّكَ إليَّ
وعمري
قصير إن ينظر
خطواتِكَ التاليات
----------
بعد أمي
وجدتُ نفسي
صبّارٌ يشكو الغربة
عرفت معنى الغربة
أيقنتُ وجودي
إن الذي يسري في دمي
حبك
أنا لا أُخادع
هي حقيقة
لا يحجبها وشاح
تُمازحني الغربة
أتحبها ؟
حب البيداء للماء
قلتُ لها: والقلبُ مثوى
والشغاف خمارها
تدمع عيناي من حبها
واعود روحاً بلا جسد
انها امي
---------
*****
د.المفرجي الحسيني

---------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق