بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 21 نوفمبر 2016

الشاعر .. الوطن و الزمان / بقلم الشاعر / خالد خبازة

بمناسبة ما يجري في سورية و في الوطن العربي الكبير كانت هذه القصيدة

الشاعر .. الوطن و الزمان

ماذا عليــه اذا استقــلَّ الآنجُمـــــا
ضحكَ الزمــانُ لشاعرٍ فتبسّمــــا

ماذا عليـــــهِ أن يغـــازلَ نجمـــةً
أهــــدتْ له قمــرًا .. فردّ تبسُّمــا

ماذا عليه اذا ارتقى قمم العــــــلى
و اذا التقى فيها الكـرامة و انتمى

هتفتْ .. و رحبتِ الرياضُ بركبِه
و شدتْ بلابلُــها .. فــردَّ و سلّما

أغوتْـــهُ أحلامُ الصِّبا و لربمـــــا
جمحَ الخيالُ به ، فصادَ الأنجمـــا

لعبــتْ بهنَّ يــــدُ الزمانِ و طالما
ملك الزمـــانُ عنــانَه و تحكّمـــا (1)

حتى اذا ضحكتْ له قممُ الــربى
عبسَ الزمانُ بوجهِــهِ و تجهّمـــا

أوما كفاهُ من الضنى ما قد مضى
فقستْ عليـه يــدُ النوى فتـألما ؟!

هلّا مسحتِ له محاجــرَ دمعـــةٍ
سالتْ على جفنٍ فحدّق مُرغَمــا

عبثـتْ بمقلتِــه ســوافـِـحُ عبرةٍ
نزفتْ محاجـــرُها فسالتْ عَنْدما (2)

فكأنّ محجرَ عينـِـه و جفونـَــــه
صارت منابعَ للدموعِ و منجَما

لا تعذلي جبلا تطاولَ في الذُّرى
عصفتْ به ريحُ البِلى فتحطمـــا

ملّ الهوى و الحبَّ لا عن رغبـةٍ
و لربما مـلّ الفضـــــاءُ الأنجُمـا
.........

يا موطنا غفلَ الزمانُ ربوعَــه
عـزّت على الأعدا يَرَوْنكَ مُنعَما

يا بسمةً بفــــم الزمـــانِ و درّةً
عزّت على الغواص أن يتقحّمـا

كم بسمةٍ لك في الفؤادِ و ضِحكةٍ
رسمتْ على شفةِ الزمانِ تبسُّما

في كل شبرٍ من ثراك قصيدةٌ
عصماءُ وشّحها الندى و تنسّما

لعبتْ بساحتـِــهِ الريـاحُ و طالما
لعبَ الفَخــارُ بساحــــه و ترنّما

ما ان يضاحِكـُــه النهارُ منورًا
أطفا مشاعلَه .. وعاد فأظلمـــا

من طول ما عبثَ الزمان بربعِهِ
أضحتْ منازلُهُ الكئيبةُ مَعْلمـــا


لهفي على وطنٍ تعملق في الذرى
جارت عليه عواصفٌ فتقزّمــــا

أبكي عليه ، و العيونُ سوافح الــ
ـــعبرات ، و الأكبادُ ، أن يتقسما

نالَ الزمانُ به فلم يتــــــركْ له
الا الـمصائبَ أو لسانًا أعجمـــا

كم أعينٍ جفتِ الكرى و مدامــعٍ
سهُدتْ و أرّقها النوى .. فتلعثما

هوّن عليكَ .. فلستَ أول موطنِ
جارت عليه يد البـــلى أو هدٍّما

كم في بلادِ العرْبِ دونك موطنٌ
عبثــتْ به أبنــــــاؤهُ فتهدّمــا

كم من رزيئــــــــةِ أمةٍ و بليــةٍ
نكأتْ جراحاتٍ و أوهتْ أعظُما (3)

أسلمتِهِ للعاتيــــــاتِ من الهوى
و منعتِهِ من أن يصولَ و يُقدما

أحسبتَ أهل الغرب عندك مغنمًا
حتى اتصلت بهم فأضحوا مَغرمًا

ردي له بعضًا و ردي روحـَـه
فلربما سمحَ الهــــوى ، فتندّما


أشقته غربةُ بيته .. و دروبـُــــهُ
ضاقتْ مسالكُها فأضحت مُبهما

يا موطنًا شَـدَتِ الطيورُ بدوحِــهِ
و غفا الربيعُ على ثراه و أنعمــا (4)

كم قد قضى فيه ، لباناتِ الهوى
أذكرتِــهِ زمنـــًا هنـــاك تصرّما (5)

أواه يا وطني .. وكم من سرحة
كانت تعانقها الطيـــورُ ترنُّمـــــا (6)

يا موطنـــــــًا لعبَ الحريقُ بربعِهِ
أخشى عليــــهِ اليومَ أن يتفحّمـــا


خالد خبازة

1- الضمير في لعبت بهن ، تعود الى أحلام الصبا في البيت السابق
2- عندما : العندم ، اللون الأحمر ، أي لون الدم
3- رزيئة : مصيبة . و نكأت : يقال نكأ القرحة ، أي قشرها قبل أن تبرأ ، أوهت : أضعفت
4- الدوحة : الشجرة العظيمة المتسعة ، من أي نوع من الشجر كانت .
5- تصرما : انقضى و مضى
6- السرحة : نوع من الشجر ، جمعها سرْح ، و هو الشجر الكبير و العظيم و الطويل ، يستظل الناس تحتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق