من وحى أيام أربعة فى سيرة الحبيب (صلى الله عليه وسلم)
"اليوم الثالث"
**************************************************
ألقـت بمن فيـها الديار تغـازلُ
فسـعت لنيــل المكـرمات حجافلُ
===
أضحـت قفاراً بعـــد طـول تشوقَ
لكـن حبات العيون أواهـلُ
===
أرجاؤها من فرحة اللقيا بــه
مدَّت رؤوسـاً فى السما تتطاولُ
===
خَلُدتْ قبـاء وكيف لا و تشـرفت
وقريش من فرط الصغار مراجلُ
===
وأقام أول مسجد أضحت به
نُسُكا عظيما يـرتجى ويزاول
===
حتى نوى منها الرحيل ليثـرب
والناس مُرْتقب محـب ذاهـل
===
وَسـمَتْ على كل البقاع وقد بـدا
منهـا ثنيات الوداع تصـاول
===
فتهيأت وتزينت وتعطرت
والأفق عـرس حاشد متواصل
===
وبلهفـة نظرت بعين متيم
و الامنيات مراود ومكاحل
===
وكأنهـا أم تضم وحيدهـا
والأمهات محاضن ومشاعل
===
حتى بدا للناظرين ركابه
شمساً بأفق الكون ليس تزايل
===
فتسربلت كل البقاع بنوره
والعاشقـون بلابلُ وعنادِل
===
غنوا لمقدمه فكان غنـاؤهم
لحناً شجياً خالداً يُتناقلُ
===
وعلى خطى القصـواء أنى يممت
ساروا وإن وقفت توقف راجل
===
مأمورة تدرى مواقع خطوها
لا تستجيب لغاية وتفاضل
===
كل الديار تشوقت لمقامه
فقلوب كل القاطنين منازل
===
لكنها بركت هناك بموضع
فاضت من الخيرات منه مناهـل
===
لماَّ أقـــــام به قواعـد مسجـد
تأوى له مهج الورى وتحاول
===
فتوفرت سبل الحياة لدولة
الدين فيها مسلك وفضـائل
===
والعـدل فيها حاكم متحكم
والغـدر للقوم الخساس مقاتل
===
شعر/دكتور أحمد مدحت جعفر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق