بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 26 سبتمبر 2016

طفلة من جبال اوراس / بقلم الشاعر / عبد العزيز بشارات

طفلة من جبال اوراس 

أيــاكَ أدعــو يـا إلـهي كـلّما 
خـط الـقريضُ عـلى شِـفاه دفـاتري

أرغَمتِني نَحو السِّجال وزُرتِني 
في الَّليل طَيفاً يزدري بمشاعري

أحـميكِ في زهري وجوفِ مشاعري 
لحناً جميلاً رائقاً في ناظري

داريـتُ فـيكِ جَوانِحي وهـواجسي 
وكـتبتُ حُبَّكِ خالداً بِدفاتري

عـيناكِ لَحنٌ قد عَزفتُ حُروفها 
والعزفُ عند الشَّوق نَفثُ الساحر

إنـي أغـارُ عـليكِ مـن طيش الهوى 
قلبي تَحرَّق من شُعاعٍ عابر

هـاتي مِـن الأدواء تُشفي مُهجتي 
إنّي عَليلٌ بالمَحبة هاجري

وَصـْفُ الـدواءِ عـلى الـدَّواء مُـصيبةٌ 
إني على العلات لستُ بقادر

قـالت وقَد دقّت مشاعرَ نبضِها 
أنت الحبيبُ وقد عَرفتَ مشاعري

فارحم فُؤداً ذابَ من فَيض النوى 
وارأف بقلبِ في المحبة عاثر

بـدماء نبضي قد أضفتُ حُروفَها 
فدمي يذوبُ اذا كتمتُ خواطري

(عـيـنـاكِ فـوسـفـورٌ وخـــدُّك فـضّـةٌ )
أنــي أراك كَـحـلةٍ لـلـناظر

والـرمـش مـنـها حـيـن زاد نـعـومةً 
ريــشُ الـنعام مُـزينٌ بـمزاهر

رسَـمَـت عـلـى الـخَدَّين قَـلـبا حـالـماً 
فـكـأنه نــورٌ أنــار بـصـائري

يـا مـن كـتبتُ الـشعرَ فـي أوصـافها
أنـتِ المليكة فوق عرشٍ فاخر

أنـت الـحبيبةُ فـلا تـلومي لَهفتي 
أشـتاق قـربك واللقاء بخاطري

لـكن أراكِ كـنجمةٍ قـبل الـضحى 
راحت تداعب في الغيوم ضفائري

لــمـا رآهــا الـبـدرُ ولــى هـاربـاً 
مــن حُـسـنها لا يحتفي بالنّاظر

يــا جَـنـةَ الأحـلام يـا روحَ الـمُني
أغـلقتِ كـل مـنافذي ومـعابري

اوراسُ مـجـدٌ لـلعراقةِ تـنتمي 
رفَـعَت سـماء الـمجد عندَ الزّائر

جـودي بـحبِّكِ نـحو قـلبي إنَّـه 
فَـقَد الهوى لما مَرَرْتِ بخاطِري

هـاتـوا جــوادي إنـَّـهُ مُـتـثاقلٌ 
بـيـن الـجـياد .وقــد كـبـا بـالـحافر

إنــي أُسـاجـل طـفـلةً فَاقَت على
أقرانها بجمالها المُتوافر

قالَت وقد أبدت إليّ ترفّقاً
من أيّ ماءٍ ترتوي يا طائري

فأجَبتُها مـن أرض قُـدسي أرتوي
والمسجدُ الأقصى يُطيّبُ خاطري 

عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق