بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 15 أغسطس 2016

أين أنت/ بقلم الشاعر/ محمد عمار

" أين أنت" 

أين أنت .  . ؟ 
أين الوعود .  . ؟ 
لماذا يا صغيرتي هذا الجمود .  . ؟ 
أولست أنا بأحرفي المزخرفة 
كنت لك حبيبك اللدود .  . 
وقلت لي: 
أنتِ في حكايتكِ الخرافية 
الطائر الموعود .  . 
أقالوا لك ارحلي واتركيه هناك
متكئاً على الطحالب التي أنبتها الشوق
بين طيات جلمود .  .
أقالوا لك أنهي الحكاية 
في عبارة   " سوف أعود وقد لا أعود " 

أين أنت .  . ؟ 
أين؟ العصافير التي 
كانت تسبقك إليّ 
لتقول لي: 
أنك محتارة أي ثوب ترتدي
وأي لون فوق شفاهك يرقد .  . 
ولتخبرني
عن وشوشة الأصابع الرمادية .  .
وقولك لها 
هل يجوز أن أرتدي العقد الذي 
أهداني إياه في ليلة مولدي .  . 

أين أنت .  . ؟ 
أين ضاعت ابتسامة الثغر الندي ؟ 
أين باتت سراديب الظلام؟ 
وكيف باتت تهتدي .  .؟ 
أين رونق العناق اللطيف ؟ 
الذي كان في حرمة الاشجار 
بطفولة على الأغصان يعتدي .  . 
واليوم بات 
تفصيلاً سخيف .  . 
حسب اعتبارات ألفاظك المزيفة 
لا حسب ألفاظي وقولي .  . 

أين أنت .  . ؟  
أين أنت يا خرافة الميعاد . . ؟
أين اللقاء المنتظر في دمشق .  . ؟
أين سريري المعبد بالزهور . . ؟ 
أين قهوتي ؟ أين تبغي ؟ 
وأين العطور ؟ 

أين شراشف العشق الثائر . . ؟ 
أتذكرين ما كانت تقول ؟ 
أين بهجة العيد الأول ؟ 
أين فرحة اللقاء الأطول ؟ 
وأين الحبّ ؟ 
الذي كان يوماً 
زهرة في وعاء العشق بتول .  . 
واليوم بات في حدائق الانتظار 
مبلل وبدماء الفراق مبلول .  . 

كاذب من قال لك 
أنّي أمير . . ؟ 
أجوب مع الجواري في الحقول .  . 
وأقطف كلّ يوم نهداً 
من بين ما تطال يدي 
ولا تطال باقي الفحول .  . 

أنا يا صغيرتي 
أجوب في مخيلتي 
أقتات من الحروف 
وأقلامي ليست سيوف .  . 
وإن سريري " كراستي " 
والحبر قهوتي الصباحية .  .
وقهوتي المسائية
من بذار البن الرخيص
أحتسيها خلف طاولتي المنهكة
المزينة بقصاصات من كتب 
الشعر الدرويشي 
 وبزهور من الكتب القبانية المقدسة  .  . 
ونفحات ثلجية من الشعر البلغاري .  . 
فالعطر في جينات أفكاري 
والقوافي سرّ خلف فهرس أسراري .  . 
وأوراقي زوارق 
تحمل القليل من خمر الخيال
مع نفحة صوفية شرقية
ثائرة على التجمد .  . 
في بحر الأحلام تطوف دون تردد . . 

هذا أنا .  . 
أنتظر هنا . . 
في حرز الوعد الأزرق المنسي 
فأين أنت .  . ؟ 
يا قصيدة تحوي
من الحروف الباردة ألوف .  .
ولا تحوي فاصلة نستريح بجانبها 
لثانية حنين لا ثانية خوف .  . 
يا قصيدتي التي أصابها 
جنون الخريف . . 
يا قصيدة مبهمة 
يا قصيدة التعسّف والخسوف  .  . 

محمد عمّار/سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق