طيف معَذب
إن تاهت الدنيا رهقاً تُواتيني
وحي المحبة إن يرجو يواسيني
..
رفقا بقلبي والنأي يعصفه
منهُ الشآبيب حُزناً تُوافيني
..
يا دامع القلب ما أصعبه من وَلَهٍ
حال الليالي ما تفتأ تُجافيني
..
فاسوَدَ ليلي كالسطور في حزني
سارت بيومي في البُعد تقليني
..
بهجرها جمرٌ وفي قربها نارٌ
جمرٌ بشوقٍ في الأجفان يكويني
...
يعلو فراشي في الموت هرائسٌ
إن يُقشب الظهر جنباً إلى حينِ
....
فأهرب من ليلٍ يأتي بصورتها
أُغمضت عيني فالطيف يأتيني
...
أهرب لحُضن البدر أشكوها
فتدمع النجمات حزناً على عيني
..
والبدر محزونٌ والكروان يلومَهُ
إن يُعند البدر حُزناً يُلاقيني
...
إن ضاقت الدنيا رحباً مودتها
إن يمرض الوجد فما عاد يُشجيني
..
سؤلاً بهذا الكون لو راق فرقتنا
لو تُجمع الأهات صبراً تُناجيني
...
والشمعة السهداء تبخل إضاءتها
ما تفعل الشمعات ليلاً فيضويني
...
علقم عذابي في كأسي فأشربه
ضَرْبُ الغرام في في قلبي كَسِكينِ
..
هذا الحبيب في قسوه عجبي
ما راقت الكلمات سُحقاً دواويني
..
يا لدُنيا ما فعَلتُ تُعاندني
يا ويح قلبي بلا سعدٍ يواتيني
..
ويل دُنياي ما فَعَلتُ بدنيتي
حِمَمٌ توالت في ضِلعي براكيني
....
ما عاد طَيرِي في ليلي يُغردَ لي
ما عاد حُلمٌ في عهدي يناديني
...
أين المَفَر وكل الكون عُينيها
أهرب لعشقٍ ينتاب شراييني
...
طيفها جِنٌ والغرام أُحجيته
طيفها السحر بلا نشوى يُغَنِيني
....
طيفٍ المُعَّذب إن يُحكم براثنه
أجمله صبرٍ إن يسطع يُحليني
بقلمي
مصطفى العويني
فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق