بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 2 نوفمبر 2017

تتفتح أزهار الزعتر في أيلول /بقلم الشاعر/ كمال مسرت

همسات مراكشية
========= 
قصيدة بقلم
====== 
كمال مسرت
======= 
تتفتح أزهار الزعتر في أيلول ..
=================

أيها الغريب عن هذا الكون ..
عن هذا الزمان ..
عن هذا العشق ..
عن هذه اللغة ..
عن هذا الوطن ..
تذكر رائحة البخور و هذه الأرض ..
الغربة سجن .. 
السجن وطن ..
الحنين للديار كأس نبيذ ..
الحنين للديار سحابة عابرة ..
تداعب اشتياقي ..
الحنين للديار زفرة عاشق ..
شخص ما يعزف مزمار الحنين ..
في سكون قوميتي ..
بين الجنة و أرصفة المعابر ..
تتصاعد الأدخنة و أصوات الفراغ ..
من فراغ اشتياقي ..
شكرا لكِ يا فلسطين ..
شكرا لكَ أيها الوطن الحبيب ..
تجعلنا نكبر بسرعة كالسحاب ..
كالقمر .. 
كديدان التراب ..
لنطير إلى السماء ..
شكرا لكَ يا وطني .. شكرا ..
الربيع في عيون الأطفال ..
ينبعث من العدم لننساه ..
قبل زغرودة الطلق بيوم ..
يتأبط الشفق قط مولد العدم ..
في رحلة الغرابيب السود ..
إلى حقول الأرواح المعلقة .. 
بين جزْر الجنة و مد الجحيم ..
شكرا لكَ يا وطني ..
مناجل السلام تحصد عشقي للغد ..
تحيي أعراسا خلف عتمة القمر ..
دموع المغترب تحاصر قلبي و ترحل ..
قبل نسائم النصر ..
أضواء الحرب كالمياه تنعش الساهرين ..
في فسحة جرحي ..
على شرفة القبر ..
و أنا هائم بين شعاب المخيمات ..
بين أسرار الضفة و أبواب البحر ..
تبدد السحاب و ضوء أزرق في حلمي ..
أمشي و أمشي وحدي بخطوات ثابتة ..
و التردد يضاعف خطى قدميه على حافة ..
قلمي ..
يحملني الألم و الغضب على تقاسيم الناي ..
يقفان في آخر ضحكة الليل ..
يودعان انعكاس العمر ..
على صفحة الفجر ..
يحرسان تفتح البنفسج ..
في حديقة كنعان الغربية ..
و يقلمان أفنان العوسج ..
لتنام عصافيري في حضن السجان ..
في آخر ذلك الليل سكون دافئ ..
يولد من صدى صرخة القدس ..
فيه ملاذ من برودة الزنازين و العروبة ..
حين أكون وحيدا على طريق الحرية ..
فاستعجلت المقاومة بالأمس قبل النوم ..
و قبل ارتشافي آخر قطرات الصبر ..
طمعا في بعض الدفء و الرغيف ..
في حلمي كنت أعبر سراب الأغاني الملحمية ..
أبحث عن البعث في رماد الأطفال ..
المزامير تغتال الربيع على ضفة الصفصاف ..
و تغني للخوف ..
تعانق أصوات العابرين قصيدتي إلى الجنة ..
أياد خفية ناعمة تقطف السحاب العابر جسدي ..
ظل ، حروف و خوف سارب في قصيدة اللاعودة ..
تتفتح أزهار الزعتر في أيلول ..
و تتكسر على صهيل الريح ..
يفرح الصمت بعودتي إلى الأمس ..
ليغفو في رحاب الشعر ..
حناء النساء تسبق الربيع بفرحة ..
فتنام أزهاري على وسادة القمر ..
يتوقف حصان طروادة عن ارتشاف دمعة المدينة ..
ليغازل فيها سرمدية الحصار ..
بين نافذتين و صرخة امرأة ..
فتبتسم في وجهي المعارك ..
أقاوم النوم في سكون الأطلال ..
و أدفن ضوء الرصاصة في دمعتي ..
لأشعل شموع خيبتي و انكساري ..
على ضريح العروبة ..
في يدي كَسْتَناءُ الماء الشحيح و أضحك ..
لرحيل العطشى ..
في دمي ..
أقص جوانب السهر و ألهو مع الشتاء ..
لنغير مسار النهر ..
إلى بداية الضوء الشريد في ظل الفناء ..
أحول قلبي من اليسار إلى اليمين ..
و من اليمين إلى اليسار ..
لأعاقب زهرة الياسمين على نسيان موعد المطر ..
سأطهر جواز سفري من اسمي ..
من عبق الحروف العربية ..
و أختار لأشعاري الرمادية معتقلا جديدا ..
أجالس وحدتي على قارعة المفاوضات ..
و أضحك على عشوائية الموت ..
أعد ما تبقى من هجرة النيازك و الفراشات ..
في صمتي ..
و انتظاري الطويل ..
في قاعات المؤتمرات ..
و الشمس معلقة بين شفتي و السماء ..
تنتظر انتهاء الوحي في سباتي ..
فتأخذني إلى وطني و القمر راحلتي ..
أمر أمام الموت ، و الملائكة تتساقط كالمطر ..
على هامش الأقصى ..
رصاص ، صراخ ، دماء ، أشلاء ، بكاء ..
يحملون أرواحنا ..
تفيض أعينهم بالأنوار و التساؤلات ..
أنوار ضبابية تحاصر حقول الموتى و الماء ..
من جبل موسى إلى رموش تغتال الجفون ..
تغتال بحر لوط قبل الفجر بغصن زيتون ..
لتغدو المدينة دموعا و شموعا ..
تفيض السماء بأرواح الشهداء ..
يفرح الصهيون بالرحيل ..

بقلم : كمال مسرت 
المغرب الاقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق