فى ظل هذه الأيام كنت أسمع عن مظاهرات فى ميدان التحرير واستشهاد عدد كبير من الشباب وكانت جميع الشركات إجازة رسمية ..كنت بعيدة كل البعد عن تلك الأحداث فكان كل ما يشغل تفكيرى هو أن شرف إجازة .. كنت محتاجاه يجى يقعد معايا خصوصا إن بكره إجازة وفعلا إتصلت بيه عشان أقوله تعالى بكره ولكن تفاجئت به يقول : أنا نازل بكره التحرير .. صدمت ورديت قائلة : لا علشان خاطرى بلاش تروح الناس هناك بتموت كل يوم فضلت أقنعه لمدة نص ساعة واتحايل عليه ميرحش لكن للأسف فشلت .. قفلت معاه وبدأ قلقى وخوفى على شرف يصورولى إنه لو راح التحرير ممكن بعد الشر يحصله حاجة زى اللى بسمع عنهم كل يوم ..لقيت نفسى ببعت رسالة لأخوه ( على ) وبكتبله فيها ( بأمنك أمانة وحياة أبنك أمنع شرف إنه يروح ميدان التحرير امنعه بأى طريقه أرجوك ) بعت الرسالة وكنت فى إنتظار الرد الذى يطمئن قلبى إنه مش هيروح .لكن للأسف (على) مردش ساعتها عرفت إنه مش يقدر يمنعه .. اتصلت بشرف للمرة التانية وقررت أطلب منه يجى دلوقتى ضرورى بحجة إنه واحشنى جدا وإنه طلاما مش جى بكره يجى النهارده لكن كان هدفى ساعتها إنه يجى عشان أقنعه ميرحش التحرير . وافق شرف إنه يجى وقمت لاستعد لاستقباله . جهزت نفسى وفضلت مستنياه فى البلكونة .فى الوقت ده كانت ماما واقفة جنبى مستنية ضيوف وطبعا أنا مهتمتش بالضيوف اللى جايين وكان كل همى (شرف) وبعد لحظات لقيت شرف داخل العمارة .جريت فتحت الباب واستقبلته . دخل شرف ومن طريقة نظراته فهمت أخوه قاله على الرسالة اللى بعتهاله وكان رد فعل شرف ليا إنه قالى : ريحى نفسك أنا دماغى ناشفة محدش هيقدر يمنعنى إنى أروح التحرير .فضلت أقنعه إنى خايفة عليه وإن لو حصله حاجة أنا ممكن أموت ولكن لم يستوعب شرف مدي خوفى فكان رده الوحيد متقلقيش .. وفجأة حضرت الضيوف سلموا علينا ودخلو يقعدو مع ماما فى الحجرة . وأول ما فضى الصالون علينا لقيته بيقولى وحشتينى .. دق الحنين أبواب قلبى وعاد الشوق يتسلل إلى روحى فنظرت له وأنا أبتسم وقلت: أنت كمان وحشتنى أوى. لم تمضى دقائق على هذه الجملة فسرعان ما جاء موعد رحيله . قام شرف ليذهب سلم على الجميع ثم خرج من الشقة وأثناء نزوله على السلم كنت أمسك بباب الشقة وأنظر إليه وأنا أحترق شوقا لكنه عندما وصل للدور الأسفل لقيت نفسى بنادى عليه بلهفة . ألتفت إليا ثم توقف وفجأة وبدون أن أشعر وجدت نفسى أنزل مسرعة إليه وعندما وصلت إليه ووجدت نفسى أمامه شعرت باضطراب وارتباك ثم قلت : مش فاكرة كنت هقولك إيه . فوجدته يضحك قائلا : تعالى أنا أفكرك. شدنى من يدى وقبلنى قبلة الوداع ثم ضمنى فى أحضانه قائلا هتوحشينى لقيت نفسى أنا كمان بحضنه جامد وبقوله أنت كمان هتوحشنى . اكتشفت إننى لا أستطيع تنفيذ قرار الابتعاد عن أحضانه بل احتياجى له زاد أضعاف الاضعاف وتحول خوفى من حضنه إلى سعادة حين يغمرنى بداخله وتحول خوفى من شرف إلى حب وشوق بلا حدود تلونت حياتى بلون أخر وازداد الحب بيننا .. كنت إراسله بأجمل رسايل الحب الرومانسية قائلة ( اعتدت كل مساء أن أجلس تحت ضوء القمر تعودت أن أفتح دفتر أشعاري وأمسك بالقلم لأخط حبى واشواقى إليك أرسم كل تعابير وجهك على صفحة بيضاء ثم أغلق دفترى و اضمه إلى صدرى لأحضن صورتك واغمض عينى لارسم أحلامي معك ثم ألمح طيفك وارسمك فى مخيلتى ( أحبك ) .. ومنها أيضا ( وحياة من خلق الحب وحببنى فيك وحياة من زرع فى قلبى خوفى عليك هعيش طول عمرى أحبك وروحى فيك ) ومنها ( بحبك وإذا أردت أن تعرف متى ينتهى حبى لك قف أمام البحر حتى ينتهى الموج ) وكان هو أيضا يبادلنى بكلمات الحب التى أراها لأول مرة على هاتفى وأشعر بقمة سعادتى وأنا اقرأها كالطفل الذى يمسك بلعبة جديدة يراها لأول مرة . والمقصود من اللعبة هو أكثر شىء يفرح به الطفل كما تفرح البطلة برسائل البطل .. فكانت رسائله تقول ( ما ملكت من الكلمات إلا حروف تحمل من الحب والريحان حب يغمر القلب بالحنين والشوق لرؤياكى بحبك ) ومنها ( قولى لى إزاي أعيش فى دنيا إنتى مش فيها دا إنتى الدنيا وكل ما فيها ) ومنها ( إيه الكلام اللى هيقول اللى جوايا دا إنتى خليتى حكايتى حكاية .حكاية تقول بحبك وحكاية بتقول بعشقك وأنا مابين الإتنين محتار فى اللى جوايا كنت عايش ومش شايف أصل من اللى أنا شوفته كنت خايف لحد ما خدتنى الشفايف موتت الخوف اللى كان خايف بحبك وربنا شاهد وشايف ) ومنها ( إيه هو الحب فى حبى ليكى ده الحب كلو مش كتير عليكى بحبك ) ومنها ( شفت الدنيا بعنيكى لقيتنى أول مره أشوفها سبتها وتهيت فيكى وماصدقتش إنى نسيتها خدنى منى طيفك وأحلامي ابتديت المسها بحبك يا قمر ) ومنها( لو كل حبة رمل تعنى كلمة شوق لاهديتك صحارى العالم لتقول لكى مشتقالك مووووت ) ومنها ( رسالة قلب عرف الحب نادى بصوته لما حس بخوفه من بكره اللى مش عرفه ولا حتى كان شايفه وأشواق وحنين مش عارف لمين بس اللى حسيته ماحدش حسه شوفتك حسيتك من أول ما لقيتك خدنى إحساسي وحسيت بأنفاسى وحسيت بدنيا مافيهاش غير حبك )كانت بالنسبة لى أجمل كلمات برغم إن بعض الكلمات منها غير مفهوم لكن كنت حابه إحساسه الملخبط وهو بيكتبها كنت حساها من قبل ما أفهمها حاسة بايده وهيا بتكتب وصوابعه وهي بتضغط على الحروف حابه إحساسه وهو مش عارف يعبر . كنت حابه كل حاجة فيه زى مهيا . كنت اشعر اننى ملك له وانه ملك لى.. نعم أمتلك كلا منا الأخر كنت أرى نفسى اتجه بخطواتى إلى طريق السعادة ولكن تفاجئت بالشك يكسر طريقى حيث وجدت نفسى اتجه إلى طريق أخر ومن هنا بدأت رحلة العذاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق