مدارس المجالس
بقلم.شحات عثمان كاتب و محام
الأستاذ الدكتور العلامة الجهبز العبقري البروفسير
ألقاب كثيرة وكثيرة تأتي بعد جهد وعناء ومجهود شاق فى التحصيل العلمى الذي يستمر عقود زمنية فى العمر الزمني للحياة الأنسانية التى مهما طالت مدتها نهايتها معلومة مسبقاً.
الألقاب هى خبرات وتجارب الأشخاص وقدرتهم على الإبتكار والأستنباط والتحليل الدقيق للمعطيات ، ويتبقي كيفية التعامل مع المجتمعات هو المعيار الفاصل فى الضمير الأنساني كذلك الأخلاق هى الفاصل فى تكيف واندماج اللقب مع الواقع .
مدارس المجالس قد لاتمنح الشهادات والأوسمة مثل الجامعات والمراكز البحثية ولكنها تمنح الكثير من الأشياء لصاحبها التى قد يعجز عن تحصيلها العلماء ذوي الألقاب ، ومن يتخرج من تلك المجالس على يد القدوات من الأباء والأجداد والحكماء وكبار السن وخبراتهم الحياتيه والمواقف التى عاصروها يستطيع التأقلم مع المجتمعات ويتفاعل معها بسهولة ويسر وأنسيابيه ويستطيع التفاعل مع كل شرائح المجتمع بما فيهم الطبقات المثقفه .
وعلى النقيض من ذلك فإن هناك البعض من المسميات والألقاب وأصحاب أعلى الشهادات قد إنطوي على نفسه وأعتزل المجتمع وأكتفي فقط بالبحث والتحصيل الدراسي ولم يخالط هذا وذاك ولم يكن من مرتادي المجالس وبالتالى عند تواجده بين شرائح المجتمع يجد نفسه كائن شاذ لا يستطيع الحوار والمجادلة والنقاش والتفاعل مع قضايا المجتمع .
التعليم فى الجامعات والمدارس والتعليم فى المجالس المحلية ودواوين الأباء والأجداد وخبراتهم أمران لا بد أن يسيرا فى خطين متوافقين لا منفصلين فالشهادات بدون تفاعل مع المجتمع والمجالس بدون تغذيتها بالتعليم تنعدم معها مميزات الشخصية وتفقد جاذبيتها وبتواجدها سوياً يكون قد جمع الحسنيين .
هنيئا لمن لم يغتر بأوراق فى صورة شهادات فالألقاب زائلة وهنيئا أيضا لمن عاشر الأقوام وأكتسب خبراتهم .
ختاماً . حياة بلا مخالطة وتجانس مقبرة بلا ابواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق