العاشق والحبيب
تشع المدينة بالحياة فاتحة أبوابها لسﻻلم صعود وهبوط.. ازدحام طلبة.. فتاة ريفية الطبيعة مدنية الفكر سينمائية المﻻمح، تتجمع حولها الصديقات بمودة.. تعثرت بعاشق لم تشعر بوجوده، ﻻحق دروبها بريق إعجابه، سعى لجذب اهتمامها باستعراض عربته المتلألئة.. لكنها لم تكترث ﻷمره ﻻنشغالها في حب لم تلق به على واجهة الشهرة.. بينما هذا المتيم بها لم يعتد على الشعور باليأس من وردة يأسره جمالها.. استمرت مطارداته، همساته : -ستصبحين لي لم الغرور؟ .. يحوم حول صديقاتها للتأثير عليها، تجيبهم:-نحن من عالمين مختلفين، يهوى الرقص وأهوى المعرفة..
باحت لهن بحبها المخبوء، امتطت أجنحة الخيال الملونة.. وصلت إلى قارات البعد في بلدان أسفاره، أضاءت ذكرياتها الجميلة محيطها، إلى أن تجلى الواقع معه بعد ذلك الزمن..
بدت مﻻمحه متغيرة في أوجه متعددة.. و ﻷنه حبيب ذاكرة الحنين، رضيت البقاء مع تقلباته المجنونة.. اعتادت على وأد الصدمات البغيضة في تربة أزهار السرور لتنعم معه بالحب..
لكن في الجهة المقابلة .. توقفت عربة ﻻمعة على شاطئ سفر، تشع عبر زجاجها نظرات خبيثة لعاشق ﻻ يرضى بالرفض.. تحول دربه لاتجاه درب حبيب محبوبته.. تسلل لفكره الشرقي ، حدثه عن حكاية له ماجنة من حكايا ألف ليلة و ليلة مع حسناء ماكرة لعوب، تحمل اسم حبيبة هذا المسافر الذي يحسن اﻹصغاء و نوع اختصاصها، اسم بلدتها.. أثلجت أعماقه صدمة أطلت من مﻻمح المسافر الناهض بانفعال مستتر على سﻻلم الصمت المتكسرة..
يسابق الرياح عائدا إلى روض الحب، قرأت الحبيبة وجهه الجديد بﻻ استيعاب، الصدمة التي لم تستطع وأدها؛ أصدر حكمه المبرم بتحويلها لنجمة حزن محبطة تسافر عبر سراديب الظﻻم دون أن تدري بأي ذنب ظلمت..
نأت عن عالمه بقهر مذل، أخرجتها صديقاتها من وحدتها بمرح الود القديم.. وعاد العاشق لولوج عالمها بين ابتسامتها والصديقات، يعلن عن وجوده من جديد مستغﻻ حالة اﻹحباط، بدا نعم اﻷوفياء، نسيت أنه يهوى الرقص وتهوى المعرفة.. منحته يدها ونهضت من انكسارها على وقع زغاريد الفرح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق