بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

رفرفة أم تحليق.....؟! بقلم الشاعره/ ماريا غازي

رفرفة أم تحليق.....؟!

في النهاية لن أكون الا إمرأة عادية تعيش قدرها الشرقي ستعيش حياة عادية و أحلاما عادية أن وجدت لتنتهي حياتها في الأخير في سبيل أن تنال الرضا .
لربما تنال الرضا من واقع جل ما كان يفعله هو هدمها 
و يخر شغف الطيران و تمزق قصاصات الأمنيات و تتبخر جدا تلك الرغبات بالتميز ، بعيش الاستثناء ، بالنجاح ، بالفرح، بالغنيمة من معارك الظروف و طغيان الماضي ..
هذه أنا سأنتهي رغم كل تلك الهائلة من طاقتي للعيش بالطريقة الصحيحة.. عند شغف اعداد وجبة قد لا تروق أصلا لمن يتذوقها و ممارسة الانتظار على طاولات البرود ..
هل هذه هي نهاية كل امرأة شرقية أرادت أن تمارس حق الحلم و شغف الطموح و عظمة الحب و نشوة التميز الصحيح طبعا تميز الفكر و القلب و الروح معا ....ايمانا مطلقا منها بأن الحياة لا يجب أن تعاش إلا باثنين تميز وليد كد و ظفر وليد جد ..؟
لطالما كنت غير متطلبة و ربما هذا ذنبي - الأحلام البسيطة - إذ يرضيني القليل من السعادة و القليل من المال و القليل من الجمال و القليل من الإهتمام و التفهم حتى و القليل من الراحة ....و لكن لا يرضيني إلا الكثير الكثير من الحب
 لكن الحياة أبت إلا أن  تدك أرضي لتجعل مني امرأة بائسة تحفر في أعماقها آبار الحزن  و تحرث فيها مزارع الخوف من فقدان كل جميل قد ظفرت به يوما ..!!
و دكة تلو الدكة تفتر ماء الشغف التي كانت تغلي و يتبدد بياض تلك الأحلام و يتعكر صفو القلب إذ تخيب كل آماله ..
لطالما رباني والدي و علمني كيف أكون سيدة و لم أكن يوما إلا كذلك لكنه لم يعلمني كيف أقاوم الاستعباد. ....!!كيف يقاوم الاستعباد يا أبي؟و أي تحرر قد تعيشه الروح وسط كل هذا الزخم الهائل من تكتلات الظروف و تحالفات الحظ و جحود الحاضر بتضحيات الماضي؟؟
و مع ذلك مضيت كإي عاشقة عشقت قدرها ...تختلق الأعذار للخذلان في كل مرة ...و تدعي عدم خشيتها من الوقوف أمام مرايا الواقع و التي كانت كلها تعكس صورة واحدة لا غير ...و كلما وقفت أسألها من الأقوى يا مرآتي ؟ تجيبني : ما رأيت أعند منك في حياتي 
كيف تعرفين النهايات و تصرين على انهاء المسير ؟ أهذه قوة أم مجرد رغبة بامتلاك القوة أم هوس ضد الفشل..؟؟
أسمع كلامها و أتوقف متسائلة ...هل هي محقة ؟ و لماذا لا ترى؟
لما يا قدري تجعلني في لحظة ملكة عظيمة يعشقها الملك و يبجلها الشعب و يحفظ اسمها التاريخ و في لحظة أخرى ... تبيعني للحسرة  كجارية ما عرفت المجد يوما كي تسحق جلالتي؟
ثمن الحقيقة باهض ...أدري ...و وحدهم الحقيقيون من يدفعون هذا الثمن و أحفظ هذا عن ظهر قلب ..
لكني لم أستطع أن أمشي يوما على هذا المسار و أحذو حذو السابقات كأي جبان سلك طريقا لأن غيره فقط سلكها ....فحرية مزيفة في التبعية كهذه لا تغريني ...
و رغم قهري و ثق بنضجي التام في قهري إلا أني جئتك يا أنت في زجاجة شفافة لامعة لم أسمح أن يخدشها شيء مما مضى ....كآخر محاولاتها لنيل بعض الحب بدلا من الكثير إذ أكاد أؤمن بندرته حقا ..
زجاجة ...لم يكن في داخلها سوى فراشة صغيرة تحوم حول زهرة ...!!
و لم أدر أن بين خطوط يديك كانت تدور حروب و حروب نور نيرانها سيحرق جناحاتي إذ رفرفت فرحة بها..
فأي مصير هذا ...؟؟
أرفرفة فيك يا أمل أم تحليق بك يا ألم...!!

رفرفة أم تحليق.....؟!
ماريا غازي
الجزائر 2017/08/15

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق