بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 15 أغسطس 2017

عزَّةُ العَرَبِ /بقلم الشاعر/ محمد خالد الأمين

عزَّةُ العَرَبِ
********

رشف الطغاة رحيقنا
وبغفلةٍ منَّا سَما
علمًا يتناغم ..
وصار الفتاتُ تبرعًا
يتقاسمُ ..
وأسيادُ العلم رجالنا
وإنْ تبنَّاهُ غيرنا
فذاك إهمالنا
والطين إذا تكسَّر يُردَمُ
وكلّنا الطين
لا نتلاحمُ ..
وساد الظلام على الرُّبوع
فغطّى اللسان وكبّله
وباتت حروفُه
ملتويةً بين الأشداق
تتزاحمُ ..
لاح الضَّباب على الرؤوس سكينةً
ملؤها السراب المنسَّم
فأسكرنا وبتنا ثُمُلًا
نفتخر بالماضي
ونتلاثَمُ ..
وتراب الأجداد سقوه دماءهم
حتى ظل رطبا قاتما
فغيرنا لونه
لمّا سُلب عَلَنًا
يتظالمُ ..
فمن الخليج إلى المحيط عروبة
وضادُ اللسان لا سواه
لعابه سلس بينَ أترابه
نسَّمهُ الكتاب
يتناغمُ ..
بالخيل والسَّيف كنّا سادةً نصولُ
وبالقلم والقرطاس
حاربنا الشِّرك والبهتان
حتى صرنا منبع المناهل
نتناسمُ ..
نسفُوا المعالمَ ودُكَّتْ 
واحترق التاريخُ
بمداد النَّار والبارود ..
ونعق البومُ يناجي الرُّدومَ
لمّا رشف رائحةَ دماء مغدورة ..
وهاجرت طيورُنا المغرّدة
تحمل أرقَّ الألحان
إلى منابرهم 
تطربهم  بفخر وتفلحُ ..
وبقيت أوكارُها عاريةً
ونسيت جدورها العربية
وأطلالها .....
...... الشيماءَ والنوقَ والباشقَ
وما فتئت تتناغمُ..
سَلُوا الشواهدَ الخالداتِ
سلُوا البتراءَ والأهراماتِ
وأعمدةَ بعلبك 
وبابلَ المعلقة
سلُوا النيلَ والدجلة والفرات
عن عزة العرب ..
وكم غزلتْ حوافرُ الخيل من بقاع ..
وكم نسج صليل السيوف من أمجاد ..
وكم نفضوا من غبار 
وصدوا من عار
وكم خطوا من سطور 
وأقاموا من صروح
تحت راية تكبيرة الاسلام
ولازال وشاحها يغطينا
رغم ضباب المناوراتِ ..
لقد فاض سيل أرضنا على أوتادنا
فرضعه الغرباء
استنزافا منهم
 وتقصيرا منا
ولا نبالي ..
أيها العربي : 
اِنسَ ، أنك غريب في الديار
اسْقِ يمناك بالطموح وتشمَّرْ
واروِ العزيمة َ والهمّةَ 
وأعدِ البناء
وما البناء إلا أفكارٌ
 تطرحُ ..
فتُضيء الشموع المطفأة
وتفلحُ ..
اطمح إلى الأفضل
ولا تيأس ..
عانق الفعل بالجد
والنجاح أساسه كدّ وبأس ..
اجتهد واشق وانتظر...
وتوكل على الجليل
سوف تنتصر
************
محمد خالد الأمين  / المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق