بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 20 مايو 2017

حرقة الرحيل /بقلم الشاعر/محمد خالد الأمين

حرقة الرحيل
********
عزف الرحيل على أوتار القلب
رجفات وألحان الألم ..
وصِرتُ أهيم وحيدة 
بين متاهات الفراغ..
وبين أركان خاطري الذي ضاق وتعتم ..
وبين تجاويف دموعٍ لا تكاد تسيل..
لما شح نبعُها بعد سديم غزير...
كنت أطوف أطلالنا
ومراتعَ عشقنا ..
وأزور نقوشنا على الأشجار والصخور..
وأتأملها وأتلمسها ..
ومكان جلوسنا ..
وأترك مكانه فارغا ..  
ليؤنسني شبحه 
 وكسراب أعانقه ..
كنت أغزل فتلات الأيام الضائعة
بين الربى وبين حرقة الفراق..
 ونشوة عناق مزيف بصدر واحد ..
ومن جهة واحدة..
وغدا ذراعاي لا ينثنيان ..
وشُلَّتْ لمساتي بعد غدره
ويبست شفتاي من قبلاته..
وحجمتُ عن الكلام ..
حتى لساني لصق بين الشدقين ..
وتكونت بين الأسنان تأتاة الحروف ...
ألفت السواد وألفني حتى لبسني ..
وكسا رماده جلدي... 
هكذا غاب في جنح الليل
 ضاربا وعوده مهب الريح ..
لم يراع ما نسجناه من آمال ..
وما بنيناه من آفاق...
فر العصفور تاركا وكره 
محلقا خارج  سرب الوفاء
دون رجعة ودون وداع ..
كجميع الطيور المهاجرة
متبعا وميض الأنوار..
ورائحة مدن الضباب ..
والشعر الأشقر...
ها أنا أعد أيام غيابه
وأنتف كل يوم من عمري ريشة ...
أبيت ليلي سهادا
فأصبغ فجري بكاء..
ونهاري ترقبا ..
أملا في العودة...
وهل يعود طائري يوما إلى حضنه
ويكسر ما ألفناه ؟؟؟
*****
محمد خالد الأمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق