_دعوة الى الحياة_
_كثيرون من اهلي و اصدقائي،بعد عصر تضحيات مبهر طويل،يحاولون الحياة مرة،فلا يدعمهم احد،و كأن الحياة محرمة بعد وصلة العطاء.رغم ان التاريخ يشهد ان الانبياء و الاولياء و المصلحين أنفسهم،عاشوا متع الحياة الشخصية الى جانب عطاءاتهم،و بعدها بلا تردد.و لا أدري من أين جاء تحريم الحياة الممكنة،و لو اراه تحريما نابعا اكيد،من قلوب لا تعرف غير النكد،و داء السوداوية المطلقة.
فالحياة لا تتوقف عند قدمي احد،لأنها هبة ربانية يجب ان تعاش،مهما بلغ جحود الأحبة و نكران الزمن لظروف قاهرة.فالعطاء نفسه في عمر ما يجب ان يوزع بالعدل،بين من نحبهم و بين أنفسنا.و كذب من قال،ان التضحية تظل حتى بعد الاستغناء عنها،مطلوبة للوجاهة او خوف فقدان أعزاء لدينا،فكل ما يفوق حده ادمانا يصبح مرضا،و من يحبنا لا يستغني عنا لو عشنا مرة و لو قليلا.
_في التضحية المبالغ فيها،نلامس كره انفسنا بالغاء ذواتنا،و من يدمن كره نفسه،لن يحب احدا.فمع حبنا للحياة،نزرع الفرح و الحب أكثر،لان فاقد الشيء لا يعطيه مهما حاول،سواء رجلا او امراة.و القداسة الاسرية تأخذ رونق الاعمار،و تشكرنا برائع اعمدة نؤسسها لمجتمعاتنا،من نور سيشع بما لديه من طاقة،مفرزا انوار اجيال اخرى،ربما اقوى بمعادن دمائنا.كما ان من يتعود الاخذ منا،غالبا لا يعطينا جزاء،الا ادمانه على عطاءاتنا،التي حين الاستغناء،نصبح ثقلا يبرر كل السخط عليه،لتفادي مشاعر العرفان برد الجميل،و لو محبة و تواجدا.و ايضا لأن الحياة ايضا من حقهم،كاحياء صنعناهم من ارواحنا،و هذا اهم ما يمكنه أن يمتعنا،في نهاية المطاف.
_لكن لكل وقت اذان،و لو واتت الفرصة شخصا ما،لفتح ثغرة فوق جدار الفرح الصادق،فلا يركلها الا جاحدوا نعم السماء.و تظل المسالة مجرد قناعات،لعظم ما عايشنا قديما و حديثا،من فواجع التضحيات بعد فوات زمنها،و التي لم ار فيها الا انتحارا بطيئا.فالاحياء في النهاية يدفنون الجثت،و لو تعفنت تحرق.
_جليلة_
)سطور من بعض كتاباتي )
_جليلة مفتوح_(المغرب)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق