بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 3 مايو 2017

الشّموع /بقلم الشاعر/ رمزي عقراوي

18=( الشّموع ---) للشاعر رمزي عقراوي
هناكَ – في صحارى
 الجنوب الحزين 
تحت كثبانِ 
الرِّمالِ والحزون ---
بعيدا ---
 عن بلاد السنديان والزيتون 
بعيدا --- عن موطن السَّرْوِ
 والثلجِ والنِّرجسِ والقَبَجِ الحَنون
جموعٌ غفيرةٌ ---
 من النساءِ والشيوخِ والأطفال
مغمورون
 تحت أطباقِ الرِّمال ؟؟؟
وقد دُفِنوا هناك أحياء !!!
دون ذنبٍ أو مآل ---
فقط كونهُم ---
من نُطفةٍ غيرِ نُطفةِ الأشقياء !!!
فما أشقى الحياة تُسيِّرُها ---
ذئابُ الأنفال –
وكلابُ السَّلاطينِ الأنذال 
أيُّ أثمٍ ---
 بل أيُّ ذنبٍ عظيمٍ 
آرتكبه ُالطغاة ؟؟؟
بحق الآبرياء ---
بحقِّ الشَّبابِ المونق الرَّزين  ؟
فبَدتْ أطيافهُم 
كنُسيماتٍ تهُبُّ –
على قِمم الجبال –
وتمرُّ الأيام ---
 ويكبُرالحزنُ 
في عيون الأمّهات ---!
كل زَهرٍ نبتَ 
 في تلك القفارِ والفَلَوات 
على رُفاتِهم يضوعُ منه أريجٌ –
من بخورٍ القهرِ
 والغدرِ والتضحيات
حتى السّماءُ أوقدتْ نجومها ---
كشموعٍ ---
فوق هالات أرواحِهم ---
في عُمق ذاك الصَّمتِ 
والسّكون الرَّهيب
وطغتْ ريح الموتِ 
على لهيبِ الحياة !
وأنفاسُ الرُّضَّع 
المساكين تضرَّعتْ 
إلى خالِقها في تلك الظلمات ---!
آهٍ ---  ما أقسى 
الظلم والظلام ؟؟؟
وأحْلَكَ وحيُهما
 في تلك الصَّحارى 
وما أوجَعَ رَنَّة لثْم الأمِّ الشَّهيدة ---
لرضِيعها 
في خشوعِ الألمِ المُرِّ والسُّكون 
وقد توارَوا عن الوجود ؟؟
وتلاشَوا جميعا في المجهول 
حيث غابوا
 في عالَمٍ آخرَ مجنون
ونسَوا ما في الحياة ---
فأين أنتَ أيّها المُبَشِّرُ الإنسان ؟!
الى متى ستظلُ ---
تنتظِرُ الطوفان !!(2012)
===========================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق