بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 3 مايو 2017

صَرْخَةٌ فِي مَقَامِ الحُزْنِ /بقلم الشاعر/ حامد القصري

صَرْخَةٌ فِي مَقَامِ الحُزْنِ

مَنْ أَبْلَغَ اللَّيــــْــلَ رِيحًــــا مِنْ هَـــــوَى كَفَنِي
كَيْ يَسْتَضِيءَ تُرَابُ الأَرْضِ مُذْ جُمِعَا

الأَرْضُ مَـــا انْبَعَثَـــــتْ سَعْيًــــــــــا لِتَحْمِلَنَـــا
لَحْنًا شَجِيًّا بِبَابِ الْحَـــــــرْبِ قَدْ وُضِعَـــــــــا

يَا تَارِكَ اللَّيْـــــــــــلِ وَ الْبَيْــــــــــــدَاء فِي غَسَــــــقٍ
ابْرِ الْحَصَـــــــــــــاةَ بِكُمِّ الثَّـــــوْبِ إذْ رُفِعَـــــــــــا

هَذَا الشَّهِيقُ وَبَعْضُ الْقـــــــــــــَوْلِ مُرْتَبِــــــــكٌ
لَمَّــــــــا أَرَاهُ بَلَيــــــْــــلِ الْخـــــــــــَوْفِ قَدْ نُصِعَـــــــــا

يَا سَــــارِقَ الْقَـــــــــــوْلِ دَثِّرْ لَيْـــــــلَ أُغْنِيَتِـــــــــــــي
يَا سَابِقَ الرِّيحِ هَذَا الصَّـــــــوْتُ مَا سُمِعَـــــــا

قَدْ هَدْهَدَ الْوَهْمُ أَفْكَارِي وَمَا ارْتَعَشَتْ
مَا إِنْ تَوَاضَــــــــــــعَ خَـــــدُّ اللَّيْــــــــــلِ وَاتَّسَعَـــــــا

حَتَّى تُرِكْنَــــــــــــــــــا بِــــوَادٍ غَيْرِ ذِي عَطَـــــــــــــــشٍ
وَالْفِعْلُ بَاقٍ وَبَعْــــضُ الْقَـــــــــوْلِ قَدْ رَكَعَــــــــا

فِــــــي كُــــــــلِّ يَـــــــــــــــــوْمٍ وَعَبْدُ اللهِ يَشْتمُنَــــــــــــــا
وَاللَّيْــــــلُ يَمْتَــــــــــصُّ لَوْنِـي كُلَّمَـــــــا هَجَعَــــــــــــــــا
مَا أَحْــــــــرَجَ الْجُزْرَ أَرْضًا نَحْنُ نَسْكُنُهَـــــــا
إِلاَّ وَغَطَّــــــاهُ مَــــــــــاءُ الْمَــــــدِّ مَــــــا نَزَعَــــــــــــــا

كَبـــِّــــر ثَلاَثًــــــا فَـــــــلاَ أَرْضٌ وَلاَ كَفَــــــــــــــــــنٌ
لَحْنُ السَّوَادِ عَلَى الأَعْطَافِ قَدْ وُضِعَا

لَــــــوْ يَعْلَمُ السِّــــــرُّ مَوْتَانَـــــــا وَمَا نَطَقُــــــــــوا
عِنْدَ الْقُبُــــورِ سَمِعْنَا الصَّـــــــوْتَ وَالْوَجَعَــــــا

دَثِّرْ نِدَاءَكَ صَــــــوْت الطِّفْـــــلِ مُنْطَفِــــــــئٌ
كَــــــيْ يَأْتِيَ الْقَــــــــــوْمُ مِثْـــلَ الْبَرْقِ مُلْتَمِعَا

يَا لَيْلَ تُونِسَ هَلْ فِـي الْغَيْبِ مِنْ حِمَمٍ
تَأْتِي خَرَابًــــــــا لِمَنْ بِالظُّلْمِ قَـــــدْ شَبِعَـــــــــــا
الصَّمْتُ صَوْتُ بَنِي الْعَرْجَاءِ إِذْ نَطَقُوا
لَوْ كَانَ رِيقًا بِذِي الأَفْــــــــوَاهِ مَـــــــا ابْتُلِعَا

هَذِي الدِّيَـــــــارُ وَقَدْ كَانَــــــــتْ لَهُمْ إِرَمًــــــا
ذاتَ الْعِمَــــــــــادِ وَقَوْمًــــــا أُهْلِكُوا هَلَعَـــــــــا

أَمْسَتْ كَثِيبًـــــــا مِنَ الأَشْــــــلاَءِ دَثَّرَهَــــــــــــا
ظِلُّ السَّـــوَادِ عَلَى الأَجْسَــــــادِ مُجْتَمِعَــــــــا

مَا أَعْجَبَ الْقَوْمَ إِذْ جَاؤُوا لِمُمْطِرِهِــــــا
كَانَــــتْ رَمَـــــــادًا بِأَمْرِ اللهِ مَــــــــا نَفَعَــــــــــــــــا

يَا رَاجِمَ الصَّخْرِ مَهْلاً لَسْـــــتَ قَاتِلَهُمْ
وَالْحَــــــقُّ ذَابَ بِأَمْــــــرِ الرُّومِ مَـــــــا فَزِعَــــــــــــا

دَثِّرْ عَوِيلَـــــــكَ عِنْـــدَ النَّبْـــــــعِ يَــــــا وَطَنًــــــــــا
أَقْصَيْتَ رُوحِي وَهَذَا الرَّأْسُ مَا قُطِعَــــــــا

الشّاعر : حامــد القصــري - تونس -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق