بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 3 مايو 2017

لست عربيا و كفى /بقلم الشاعر/ نادر روابح

اتقدم بالاعتذار و الاسف إلى روح شاعرنا و استاذنا الكبير محمود درويش 

== لست عربيا و كفى ==
بقلم: نادر روابح/ القلم المكسور

سجل و بدل لي نسبي
فالآن أنا لست عربي 
اكتب ما شئت فلما العجب
و لا تسألني عن السبب
فأنا ابن الخزي مسلوخ النسب
مدبوح من الأقدام حتى الرقب 
مطأطأ الرأس و الركب
مسلوب الهوية فمن يشتري
مدلول الرجولة أحب تقبل القدم
فلن اطالب بالثأر كالشنفرى
و لا بالحب كعنترى
فسجل عندك أنا لست عربي
انا كبرت كأنني في الميتم
و عشت كأنني في المهجر
جسدي مصلوب في المخفر
و عقلي مخدر  لا يفكر
و قلبي مكسور يتقهقر
ابحث عن كفيل يقودني لأعبر
او أبيت الليل اسكر
فحلمي قد تبخر 
فلم اعد انام كي ادجر
من أحلام طفولتي التي لم تكبر
اكتب عندك أنا لست عربي
فسجل يا تاريخ على صفحات الدفتر
فبندقيتي محشوة لأغدر
من ندد و تجمهر
من ثار غضبا أو استنكر
و من كبر و استغفر
و من تعبد و بشر
فلن يفر أحد من هذا المعسكر 
و لن ادعك تعصى و تكفر
سجل انا لست عربي 
فالامر لا يخصني لوحدي
بل انا و دم يفور بداخلي
من صمت افقدني اعصابي
آهات بابل تجبرني على الصراخ
و آيات الخزي تلاحقني بكل الاعياد
سجل عندك انا لست عربي
ذكور قبيلتي لم تعد تخصى 
و نساء قبيلتي لم تعد تحبل 
او لم تجد ذكورا تضاجعها للإنجاب 
بغداد يا صرخة ألم لم تلد لي أولادي
يا أوجاع جرح في صفة النساء 
فمن غصب و اغتصب لي ترابي
و لمن سانسب من كبر بين اناب السراب
اختلقت عذر حتى تكمل مشهد اغتصابي
لتجد مني كل الود فأنا أحب رفص الأقدام
و امنحك طرابلس و دمشق و صنعاء
و من أظهرت العهر من بناتي 
فيا مغتصبي مزق أحشاء فأنت ذكر هذا الزمان
فأخي غدر و باعني للأعداء
اما في القدس فأنا منسيا كأبن الحرام
فكيف لي أن أكون عربي
و في رحمي عار سيخلد للاجيال
فسجل انا لست عربي
سابحث عن أمة تصون شرف الحمامة
فانا لا احب حياة الردالة و الندالة
نحن شعوب أنكرتنا أمجاد الحضارة
و تفرقنا من اجل الملك و السيادة
طمست هويتنا بالقتل و الإبادة
لعلتنا كل اطلال و عهد الريادة
فسجل عندك انني
لست عربيا و كفى
و من زمن العار اكتفى
و حب العروبة اختفى
من فؤاد اثقله الهم و الأسى 
ينحني له الرأس و الرجى
فأنا لست عربيا و كفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق