رَحيلُ القَمَر
********
تَمهَّل في سَماكَ ،
لا تَرْحلْ عَنّي يا قمرُ
تَمهَّل ، فما بَعْدكَ...
يحلو للعاشقِ السَّهرُ
تَمهَّل ، لا تَغِب...
فنار الشوقِ بالقلبِ تَكويهِ ،
لا تُبقِي وِجداً به ، ولا تَذَرُ
فكَمْ طال بالأمسِ....
قُربَك عُمْرُ الليالي ،
وطاب للنَّفسِ فيها
الحديثُ والسَّمرُ .
وكم طَوال اللَّيلِ ،
لازمَ النَّفسَ حَنينٌ للهَوى ،
فانْجلى بنورِكَ الغاسِقُ والسَّحرُ
ودَقَّ بالقَلبِ المُتيَّمِ ...
للجَوى ناقوسٌ هَزَّهُ ،
فردَّد أنغامَهُ العودُ والوَتَرُ .
تَمهَّل في سَماكَ ،
لا تَرْحلْ عَنّي يا قمرُ .
لا تَدعْني ،
سَيقْتاتُني الحُزنُ والضَّجرُ .
تَمهَّل ،
فما لغيرِكَ يشْتاقُ ناظِري ،
ولا بَعْدكَ أدْري ....
ما بي ، يفعَلُ القَدَرُ
وإذا يوماً دُعيتَ ،
إلى المجهول مُسافراً ...
فاصطحبْني ،
كَي يُريحَني جَنبَكَ السَّفرُ.
للشاعر المغربي
رسام الشرود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق