لا نصر بلا جراح أبطال
لا شموخ إلا فوق خرائب
تضج أنينا بوجع البقاء
بين أطلال توحي بالبكاء
لا تكفيها ملايين خنساء
نهذي ندبا وأوجاع
نغرق في دم الجروح
نرتقها بخيوط الكبرياء
طعنة من قريب وبعيد
وملح ينثره ضعاف
الصحاب بتوابل الأعداء
وهل النصر إلا هزائم
تتوالى ووقفة بعد ترنح
و سقوط بكل الإباء
لا ندعي الرفعة والفرح
وقد عدمنا قرابة لسمو
الإنسان و حق الانتماء
لكم أرغب بردم الأطلال
أشيد بنيان ستر بالأمان
أسوره حبا من كل الأنحاء
عناد طفلة لا يغادرني
فأنا لازلت أصدق وعود
الحلوى مزينة بالرياء
لا زلت أهفو إلى الصادق
و الأمين و أغوص بين
كل الملامح السمحاء
هذا باب حما وعشق
اقفلناه بشغب الصبية
تركة يهزها وحي الضياء
هذا وجه يشكو احتياجا
نهفو إليه ولا يملك إلا
خراب صدر وغبر الهواء
نهفو لعشق بلا شروط
لحب ينكر عتم الحدود
لقلوب تشع بالصفاء
فهل أفتح بابا أغلقته
أم أكمل السير فارسة
تعودت وجعا حر الهيجاء
أتمسك في خلد البراءة
بأعمدة النور وسلالم
صعود و نزول باشتهاء
يتلبسني عفريتي الأزرق
فأرتمي في واد ملعون
مجذوبة بخضاب الحناء
لا يرعبني وجه مقشوط
يطلع لي من كوابيسي
بعينه الوحيدة الحمراء
هو هذا و ذاك بالصحو
والمنام توشح بالإغراء
لا زلت طفلة كبرت
أرهقتني شغبا و تمحو
معربدة بوادر الشقاء
قلب منذ الأزل ينتفض
أحلاما كملعون يصم
الكون بالأنين والعواء
لا نكون أبطالا إن لم
نصرخ غزوا بجراحنا
فوق الخرائب الصفراء
أظل طفلة تلعب فوق
الخرائب وتتوق ليوم
تشيد فيه صروح النقاء
أصدق العهود بعين
مغمضة وأخرى تحرس
متيقظة لفجوات الوراء
ألف جسدي بالجليد
فور العتق من النار ثم
أحرقه هشيما عند الرخاء
محاربة أدمنت غبارا
التصق بدم جراح تفتقت
فوق خراب وقتلى الدخلاء
_جليلة مفتوح_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق