مسرحية الهمزة والتاء والنون
الفصل الأول
المشهد الأول
ينكشف الستار ببطء ويعم النور المكان كأنه نورالصباح وبحر من الكلمات تقال عن غزو جيش جرار لأهل مدينة الإملاء (الإنشاء)
تدخل الهمزة منتصرة بجيشها الجرار وتقول : أين الأسرى ؟
فيرد قائد الحرس -وقد أصابه التعب من طول المعركة وكثرة مابها من أهوال - هاهم يا مولاتي
الهمزةفي غيظ شديد : هل هؤلاء هم الأسرى أيها الغبي .
القائد من كثرة الأرق والتعب وقدأخذته سنة من النوم: نعم مولاتي الأميرة
الهمزة : أفق أيها الأبله
القائد وقداستعاد قليلا من قواه على مضض ، ما الأمر سيدتي طلبتي الأسرى فأحضرتهم .
الهمزة أفق أيها الغبي هؤلاء من الأسرة الحاكمة
القائد ماذا ماذا ويخر مغشيا عليه وبعد أن أفاق فر هاربا والضحك يملأ المسرح من الجمهور ويرخى الستار
====================================================
المشهد الثاني
ينكشف الستار والضجيج يملأ المكان بعد أن فشل الجميع في ايجاد القائد الهارب والقبض عليه
الهمزة في غضب : نريد قائدا آخر للحرس بدلا من هذا الأبله .
هنا يتدخل أحد الحراس وكان مشهورا بحماقته وجهله قائلا أنا لها مولاتي الأميرة
فترد الهمزة قائلة : وهل تعرف شروط قبولك لهذه الوظيفة .
فيرد قائلا : نعم مولاتي الأميرة ، السمع والطاعة في كل وقت حين وعدم السؤال .
فقالت : أحسنت وقد قبلتك قائدا للحرس ، فينصرف مسرورا وقد أراد أن يمارس سلطاته ويثبت للأميرة كفائته ،فأخذ الأسرى وعذبهم عذابا شديدا، وفي أثناء تعذيبه لهم في غرفة خاصة لتعذيب الأسرى سمع صوت ضحكات تزداد شيئا فشيئا فالتفت إليه فإذا به قائد الحرس الهارب مندسا في تلك الغرفة فقال له القائد الحالي : أيها المجرم الهارب ما الذي يضحكك ؟ أما تخشى مني وبما سأفعله بك ؟ فزاد ضحكه وقال يا أبله هؤلاء الأفراد من الأسرة الحاكمة وبمجرد أن سمع هذه الكلمة وقع مغشيا عليه ، وملأ الجمهور المسرح ضحكا ورخي الستار
====================================================المشهد الثالث
أفاق القائد الحالي وقام وقال للقائد الهارب : كيف هذا وليس بينهما شبه .
قال القائد الهارب : سأشرح لك مولانا الأميرمؤسس هذه الأسرة الحاكمة بعد أن تزوج أنجب مولاتي الأميرة الهمزة التي أنجبت توأمين سمت الأول همزة القطع وهي الألف الذي نضع فوقها همزة ، والثانية اسمها ألف الوصل وهي التي لا تكتب فوقها همزة .
القائد الحالي : لم أفهم شيئا اشرح لي بمزيد من التوضيح
القائد الهارب : حدث شجار وخلاف وانقسام بين التوأمين وتحالفت همزة القطع مع كل الأسماء ماعدا قلة قليلة من الأسماء أحبت ألف الوصل وهذه الأسماء هي(اسم - است - ايم الله - ايمن الله - امرؤ - امرأة - اثنان - اثنتان - ابن - ابنة -ابنم في حالة المفرد والمثنى أما جمع هذه الأسماء فقد فر هاربا وانضم إلي همزة القطع )
القائد الحالي : ثم ماذا .
القائد الهارب : طمعت همزة القطع في ضم الحروف إليها كما ضمت غالبية الأسماء فضمت إليها كل الحروف ماعدا(ال ) إلا إذا عرفت .
القائد الحالي : مامعنى هذا .
القائد الهارب : معناها أيضا أن( أل) إذا عرفت فهمزتها قطع ، كقول المعلم لتلاميذه ، درسنا اليوم عن ( أل ) الشمسية ، وأما إذا لم تعرف فألفها وصل كقولنا الباب - الرجل ..... وهكذا ، أما بالنسبة للفعل فلن أستطيع أن أخبرك .
يقطع كلامهما صوت الأميرة قائلة أين قائد الحرس؟
فينهض مسرعا إليها فإذا بها تشهر سيفها نحوه وتريد أن تقتله وهي تقول : قائد فاشل ما من انجازات حققتها .
فقال لها كلا مولاتي الأميرة فقد أنجزت مالم ينجزه أحد
الهمزة ساخرة وما الذي أنجزته .
القائد الحالي لقد قبضت على قائد الحرس الهارب بعدما عذب الأسرى .
الهمزة :حقا إذا لك منا مكافأة على مجهودك هذا فاذهب وأحضره الآن
يذهب القائد ليحضر المتهم فلم يجده فيقع مغشيا عليه لما ينتظره من عقاب إن عاد بدونه ... وهنا يرخى الستار مع ضحكات الجمهور التي ملأت المسرح
====================================================الفصل الثاني
المشهد الأول
يفيق القائد الحالي على صوت القائد الهارب يوقظه
القائد الحالي : أين كنت ؟
القائد الهارب : لجأت لأحد الأركان فغلبني النوم فرأيت رؤية عجيبة .
القائد الحالي :احك لي ما رأيت .
القائد الهارب : رأيت الفعل مقبلا علي وقال لي سأخبرك بقية القصة الفعل المضارع المبدوء بهمزة كل همزته همزة قطع ،( والماضي الثلاثي ومصدره همزتهما قطع ، أما أمره فألفه وصل وأعطاني مثالا---أكل والمصدر أكلا ---أما أمرالثلاثي مثل اشرب )
القائد الحالي : ولكن اشرب ليست ثلاثية الأحرف فهي مكونة من أربعة أحرف .
القائد الهارب : هذا ماقلته للفعل فرد قائلا : ياغبي نحكم على الفعل من خلال ماضيه ، فالفعل قم أمر مكون من حرفين وعلى الرغم من ذلك نقول عنه أنه ثلاثي لأن ماضيه-قام- ثلاثة أحرف .
القائد الهارب : ثم قال لي والفعل الماضي الرباعي وأمره ومصدره همزته قطع مثل أعطى- أعط -والمصدر إعطاء .
القائد الحالي : ثم ماذا .
هنا ينظر القائد الهارب خلف القائد الحالي ويقع مغشيا عليه .
القائدالحالي :يبدوا أنه سيكمل نومه ليكمل بقية الرؤيةالعجيبة ، ويخبرني بقية القصة فيسمع صوتا من الخلف يقول له بل أنا من سيكمل لك القصة ،فالتفت إليه مسرورا فإذا بالأميرة واقفة خلفه ، فوقع هو الآخر مغشيا عليه وهنا يرخى الستار مع ضحكات الجمهور التي ملأت المسرح
====================================================المشهد الثاني
يفيق القائدان وبعدما يجمعا بعض مالديهما من قوة قالا في صوت واحد . مولاتي الأميرة .
فابتسمت وقالت لا أنا قريبتها التاء وهذه قريبتنا الأخرى النون ونحن جميعنا متشابهون لأننا من نفس العائلة ، وسأكمل لكما بقية القصة . الفعل الماضي الخماسي وأمره ومصدره ألفه وصل كقولنا انطلق و الأمر كقولنا انطلق والمصدر انطلاقا ، ثم جاء الماضي السداسي وأمره ومصدره ليخبرنا أنه أتحد مع ألف الوصل كقولنا استهلك وأمره استهلك ومصدره استهلاكا وهذه هي نهاية القصة .
القائدان شكرا لك سيدتي .
القائد الهارب بقية القصة لم أسمعها من الفعل في الرؤية التي رأيتها لكنني سمعتها منكِ انتِ ولكن سمعتُ أن مولاتي الأميرة الهمزة فرقت بين أبنائك ( التاء المفتوحة والتاء المربوطة)
فهل هذا الكلام سليم أم أنه مغلوط ؟
التاء : ليست الهمزة من فرقت بينهما ولكن الفرقة وقعت بسبب بعض الخلافات الشخصية بينهما فأصبحت التاء المفتوحة فريق والتاء المربوطة فريق آخر ولكن يسهل التعرف عليهم في الإملاء على النحو التالي
التاء المفتوحة تنطق تاء دائما مع الحركات والسكون ، أما التاء المربوطة فتنطق تاء مع الحركات وهاء مع السكون ولذلك إذا سمعت كلمة آخرها هاء ساكنة فنونها فإن نطقت الهاء تاء فهى تاء مربوطة وإن لم تنطق تاء فهى هاء مربوطة والتاء المربوطة لا تأتي مع الأفعال مطلقا . هنا يعم المسرح ضجيجا وصوتا عاليا وترخى أستار المسرح والجمهور في انتظار لمعرفة سبب هذا الضجيج
====================================================
المشهد الثالث والأخير
ينكشف الستار ومازال الضجيج يملأ المكان وإذا بالنون تصرخ وتقول قام سكان المدينة بثورة وأسروا الأميرة وكل من في القصر والدور قادم علينا
فجأة لم يشعر الجميع إلا وهم في السجن فقال القائدان وأنت يا نون أخبرينا أمرك الميمون فقالت أنا أمري بسيط إذا جئت في آخر الكلمة متحركة فأنا نون ، أما ّإذا جئت في آخر الكلمة ساكنة فانطق الكلمة بدوني فإن اختل المعنى فأنا نون ، وإن لم يتأثر فأنا تنوين ولست نون كنظق كلمة قلمن فلو حذفت النون أعطتنا كلمة لها معنى وهي قلم لذا فأنا هنا تنوين ولست نون وكتابتي هكذا تكون قَلَمٌ وهذا هو كل ما في الموضوع .
وهنا عم المكان السكون بعد أن أصدر الثوار الحكم على كل مسجون من رجال الأسرة الحاكمة
ورجال القصر بالاعدام وانطفأت الأنوار وأرخي الستار وصفق الجمهور لجمال تلك المسرحية ولأبطالها المبدعون وغادروا المسرح وهم في قمة السعادة والسرور
بقلمي / أحمد عبد المجيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق