بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 8 أكتوبر 2016

عابرً انا .. ما أبقاني / بقلم الشاعر / رسام الشرود

عابرً  انا .. ما أبقاني.. ؟

١ --   لا  تَسَلِيني ...يا طفلتي ،
أنا العابرُ  ... ما الذي  فيكِ اَبْقاني !؟!؟!؟ .
سَليني  إن شئت عن وجعي ..
 وعَن غُصَّتِي وْ أشْجاني .
عُودي لِماضيكِ القريبِ  ، سَليه عنِّي  ..
واخْتصِري عُمْرَ الجِراحاتِ ...
الغائِرِات  في الوجْدانِ .
فَتَاكِ العربي  أنا ....
منْ مَغّربِ الشَّمسِ ، أتتْكْ قوافلي ،
مُحَمَّلة الأطباق ...
ِ ً بالشَّوقِ  والعشق ِ والأَحْزانِ .
إلَى مَشرِقِ الأرضِ ...جئت ،
حيثُ عُروبَتي ، بلادُ  " قَمْعُسْتانِ "..
طغَتْ فيها ، على الحُبِّ  العفيفِ...
طَلاسِيمُ الجَهلِ والأوثانِ .
حيثُ الحبيبُ  فيها غريبً ...
حيثُ الغريبُ فيها حبيبٌ..
حيثُ ضوءُ  العشقِ ...
كضوءِ الشمعِ ، خافتَ  الألوانِ.. 
 وحيثُ الاماني  ...
كقلوبِ العَذارى ، 
تلوحُ في الأفْقِ البعيدِ ،  
تهدي الكائناتِ  أعَذَبَ الألحانِ .
فَيَسْلُبها الرَّقيبُ العَنيدُ جَناحَها..
 وفي عُتْمَةِ الليلِ ، يَشْنُقُها الأسَى ،
فتَغْدو بقايا  نار  بلا  َدُخَّانِ .   

  
 ٢ --  أنا باقٍ  ...
وحُبي باقٍ ..
 وحُزني باقٍ ...
وشِعري باقٍ .. 
واثقَ الخُطْوَةِ ،
مَرفوعَ الهامَةِ  ، 
مُعَتَّقَ الحَرْفِ ، 
بَديعَ اللحنِ والأوزانِ .
فاحْضُنيني  يا طِفلتي ...
 لا تتْرُكيني للضَّياعِ ،
فالحزن  يَنهَشُ  وجْداني ...
أخشى على حبناِ  جَوْرَ الزمانِ  ،
وحُرّقَةَ البِعادِ ...
وتَراتيلَ الهَوى الشَّرقِي ،
ولوْعَةَ قلبي  الجريحِ .. 
ودَمْعيَ السَّخينَ ، وقَدْ
تَوَرَّمتْ مِن فَرْطِهِ العَيْنان ِ .
فآهٍ  منكِ  ...أهٍ .. 
لو تموت في مقلتيك أحلامي ..
لو قلبك  الوفي ...
 يسلوه غيري ... يا طفلتي  ، 
ذات يوم ، فينساني  ...
سيجرفني الحنين أليك .. 
ولن  ألقاك  ،
 فبعد الرحيل ، آه ثم آه ...
ستخنقني في ذِكْراكِ 
 لوَاعِجُ  الاحزانِ .

رسام  الشرود 
( المغرب )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق