عابرً انا .. ما أبقاني.. ؟
١ -- لا تَسَلِيني ...يا طفلتي ،
أنا العابرُ ... ما الذي فيكِ اَبْقاني !؟!؟!؟ .
سَليني إن شئت عن وجعي ..
وعَن غُصَّتِي وْ أشْجاني .
عُودي لِماضيكِ القريبِ ، سَليه عنِّي ..
واخْتصِري عُمْرَ الجِراحاتِ ...
الغائِرِات في الوجْدانِ .
فَتَاكِ العربي أنا ....
منْ مَغّربِ الشَّمسِ ، أتتْكْ قوافلي ،
مُحَمَّلة الأطباق ...
ِ ً بالشَّوقِ والعشق ِ والأَحْزانِ .
إلَى مَشرِقِ الأرضِ ...جئت ،
حيثُ عُروبَتي ، بلادُ " قَمْعُسْتانِ "..
طغَتْ فيها ، على الحُبِّ العفيفِ...
طَلاسِيمُ الجَهلِ والأوثانِ .
حيثُ الحبيبُ فيها غريبً ...
حيثُ الغريبُ فيها حبيبٌ..
حيثُ ضوءُ العشقِ ...
كضوءِ الشمعِ ، خافتَ الألوانِ..
وحيثُ الاماني ...
كقلوبِ العَذارى ،
تلوحُ في الأفْقِ البعيدِ ،
تهدي الكائناتِ أعَذَبَ الألحانِ .
فَيَسْلُبها الرَّقيبُ العَنيدُ جَناحَها..
وفي عُتْمَةِ الليلِ ، يَشْنُقُها الأسَى ،
فتَغْدو بقايا نار بلا َدُخَّانِ .
٢ -- أنا باقٍ ...
وحُبي باقٍ ..
وحُزني باقٍ ...
وشِعري باقٍ ..
واثقَ الخُطْوَةِ ،
مَرفوعَ الهامَةِ ،
مُعَتَّقَ الحَرْفِ ،
بَديعَ اللحنِ والأوزانِ .
فاحْضُنيني يا طِفلتي ...
لا تتْرُكيني للضَّياعِ ،
فالحزن يَنهَشُ وجْداني ...
أخشى على حبناِ جَوْرَ الزمانِ ،
وحُرّقَةَ البِعادِ ...
وتَراتيلَ الهَوى الشَّرقِي ،
ولوْعَةَ قلبي الجريحِ ..
ودَمْعيَ السَّخينَ ، وقَدْ
تَوَرَّمتْ مِن فَرْطِهِ العَيْنان ِ .
فآهٍ منكِ ...أهٍ ..
لو تموت في مقلتيك أحلامي ..
لو قلبك الوفي ...
يسلوه غيري ... يا طفلتي ،
ذات يوم ، فينساني ...
سيجرفني الحنين أليك ..
ولن ألقاك ،
فبعد الرحيل ، آه ثم آه ...
ستخنقني في ذِكْراكِ
لوَاعِجُ الاحزانِ .
رسام الشرود
( المغرب )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق