( عَذْراَءُ )
الشاعر عبدالكريم الودودي الصبيحي
ولقد رسمتك في البقاعِ تحفةٍ
تَهويِ إليها من سماها الهاوياتِ
عَذْراَءُ وما دونكِ شدة صبابتي
وادخلتني مجرٍ في المجرياتِ
حتى سكرتُ دُون خمرٍ بِحُبِها
عَذْراَءُ وما أعطت فؤادي المعطياتِ
يمضي الزمان طواياً زهر الربيع
وأخشى الخريف قبل نيل الدانياتِ
هل لي بجودٍ من جياد مكارمك
قبل البلوغ إلى البقاع القاحلاتِ
تداركيني ياملاذي قبل غدٍ كاهلٍ
وأخشى عليَّ من خريف الكاهلاتِ
لا ترهنيني إلى قدري وواقعي
فأنتِ أقداري وفرض الواقعاتِ
أنت الذي زرع الهوى بداخلي
يوما وما عانا رحاب الزارعاتِ
وأنتِ التي كانت للحب ملهمتي
يوم تَغِيبي ألبس راء المباهراتِ
ماكنت في يومٍ للهواء فريسةً
يلهو بها لهو الرضيع بالمرضعاتِ
كلا ولا طافت ارياحي الهواء
ولا استمالت نحو طيف الطائفاتِ
حتى رأيتكِ على الجوادِ مقبلة
وكأنكِ الفارس زمان العاديياتِ
ما إن لبثتُ قدرً من أزمان واقفا
إلا دخلت في ربوعِ الملهماتِ
جنحتُ لها دونَ شعورٍ بغزوها
ومااستفقت إلا على هواةٍ مثقلاتِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق