التّائِه
ويُعابِثها..
صوفِيَةٌ حيْثُ
تَرْعى
أيائِلَ الْماء .
غَماماً تَسْقيني
كُلّ صَباحٍ..
أنا لَغَطُ النّهارِ
يَصيحُ عالِياً..
بحْثاً عنْ وطَنٍ الفجْر.
أنا مِثْلُكَ سَيِّدي
غَرَقْتُ مَعَها
ختّى الخاصِرَةِ
في صَخَبِ الْيَمّ.
بَدَأْتُ مَعَها مِن
السّكونِ مَعَ
إناثِ النَهر..
جِئْتُ مِن
فَجْرِ أرْدافٍ..
في ضَوْئِهِنَّ.
مِن كُوى أُخَرَ..
في أقاليمِ اللّيْلِ
وَمِن ما
وراءِ التّخومِ.
غَسَقِيٌّ
قَدُّ ها البحري..
هذِهِ امْرأةٌ
مِن حَمام
.هِيَ رُؤايَ..
بِأرْدافٍ ذَهَبِيّة!
ما زِلْتُ أُحَدِّقُ
بِاحْتِشامٍ مِثْلَما
تَرَوْنَ في
آلائِها الكَوْنِيّةِ.
وتَبْدو كَما في
الأحاجي والأساطيرِ.
تَجْري وَتَجْري..
لَها حَماقاتُ النّهْر.
مَنْ تُرى في
انْهِياراتـي..
يَمْسَحُ عَـن
وَجْهِها التّعَبَ.
اَلآنَ غادَرْتُ
قَوْقَعَتي أتَشَرّدُ
تائِهاً فـي
الْمابَيْن بِأرْض
أحْلامِها الْواسِعة.
إذْ رَمَتْني الشِّباكُ
وَلَفَظَني
الْمَوْجُ همّاً.
راحَتاها
السّهوبُ مُعْشِبَةٌ
ولا تُمْلَلُ..
هذهِ وَعْلَةٌ
مِن زَعْفَرانٍ..
مِن فيها سُقيتُ
عسَل الرّوح..
قَدَحاً إثْرَ قَدَحٍ!
هذا انْتِصاري على
غُرْبَتي وَعلى
الرِّياحِ كَنَهارٍ فَخْم.
وَلأِ نّنـي مُتّهَمٌ
باللآتـي تُعابِثُني الْعِبارَةُ
فـي ملَكوتِ الْحُزْن.
يومِيءُ إلَـيّ الْهُيامُ
وَعَبيرُها يَتْبَعُني!
أُكَلِّمُ عَنْها
الْفَراغَ لأنّني
منْها فـي الْعُمْق.
أيُّها الْقَتْلى..
أيّتُها الشّعوبُ.
ياعابِري سَبيل
إنْ كُنْتُم
تَموتونَ عَطَشاً..
ها ظِلُّكُمْ
في قَيْثارَتـي.
فَإذا اضْمَحَلَّ
الظِّلُّ..في كُلِّ
الْحَواري لَها
ضَوْءٌ وَظِل.
وَلْتَشْرَبوا
مِن أهْوائي..
أنا بالدموعِ
أهْمِزُ الْوَقْتَ
إلى أنْدَلُسٍ
واللّهُ لـي..
وَللضّاعِنينَ مَعي
إلى وَطَنِ السُّكْر.
إلى آخِرِ
السّواحِلِ..
أمْتَطي طَلْقَتَها
الْفَجْرِيّةَ الْهارِبة.
كُلُّ نّهاراتـي في
فَلَواتِها الْعارِيَةِ
فَلْسَفَةٌ..
وَهَنْدَسَةٌ
وَرِياضِيات..
حَتّـى أفْتَحَ
الأبْوابَ لِحَمامِها
الطائِرِ..
مِن جَسَدي!
وَكَكَوَبٍ يَهْوي..
أوْ مِثْلَ
الإلهِ أطْلَس..
أنْحدِرُ إذا
هبَطَ اللّيْلُ إلـى
جِنْسِها البِكْرِ
وَأبْدَأُ معَها فـي
الصّهيلِ الْمُشاع ..
إذْ دائِماً تَفْتَحُ
لي أبْوابَها الّتي
لا لا تَنْتَهي..
كطاغِيَةٍ
على مَصاريعِها
الْجُلّى
محمد الزهراوي
أبو نوفل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق