بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 28 يوليو 2017

التاريخ يتكلم /بقلم الشاعر/ نواف الحج علي

التاريخ يتكلم ؟؟؟

ما يحدث هذه الايام من خذلان الكثيرين من ابناء الامة للاقصى  وفلسطين ، حدث شبيها له او ما هو انكى منه بكثير في اخر ايام الخلافة العباسيه ؟؟ فبينما كان التتار يحاصرون بغداد ويرمون قصر الخليفه المستعصم بالنبال  ، ( آخر خلفاء الدولة العباسيه ) ، والتي نخر فيها الفساد من الداخل وعششت فيها الموبقات بكل اشكالها ؟؟ يقول ابن كثير:  فبينما كانت احدى الجواري واسمها " عرفه "  ترقص للخليفه وتسليه وتؤنسه ، اصابها سهم من سهام التتار فقتلها ؟؟؟ وأحضر الخليفة السهم الذي أصابها بين يديه، فإذا عليه مكتوب : إذا أراد الله إنفاذ قضائه وقدره، أذهب من ذوي العقول عقولهم ، فأشار عليه الوزير مؤيد الدين العلقمي أن يخرج بنفسه لمقابلة هولاكو ؛ فلعل هولاكو يقتنع بالسلام، فذهبت الرسل إلى هولاكو تخبره بقدوم الخليفة، فأمر هولاكو أن يأتي الخليفة ومعه كبار رجال الدولة من الوزراء والفقهاء والعلماء وأمراء الناس وأعيانهم؛ حتى يحضروا جميعاً المفاوضات، ، فجمع الخليفه مع كبار قومه في وفد مهيب إلى خيمة هولاكو ومعه (700) من قادة المسلمين وعلمائهم في بغداد، وكان ماشياً وبجواره وزيره مؤيد الدين العلقمي ، فلما اقترب الوفد من خيمة هولاكو اعترضه فرقة من الحرس الملكي التتري قبل الدخول على هولاكو ، ولم يسمحوا لكل الوفد بالدخول على هولاكو ، وقالوا: سيدخل الخليفة ومعه (17) رجلاً فقط، وأما الباقي فقد أخذوا جميعاً للقتل، فقتل الوفد بكامله إلا الخليفة ومن كان معه في داخل الخيمة، فقتل كبراء القوم ووزراء الخلافة وأعيان البلد وأصحاب الرأي، وفقهاء وعلماء الخلافة العباسية، ولم يقتل الخليفة؛ لأن هولاكو كان يريد استخدامه في أشياء أخرى، وبدأ هولاكو يصدر الأوامر في استكبار ، - الأول : على الخليفة أن يصدر أوامره لأهل بغداد بإلقاء السلاح - الأمر الثاني : تقييد الخليفة المسلم وسوقه إلى المدينة يرسف في أغلاله؛ لكي يدل التتار على كنوز العباسيين - الأمر الثالث : قتل ولدي الخليفة أمام عينه: أحمد وعبد الرحمن - الأمر الرابع : أسر أخوات الخليفة الثلاث : فاطمة، وخديجة، ومريم - الأمر الخامس : أن يكتب ابن العلقمي أسماء علماء السنة وحملة القرآن وخطباء المساجد داخل بغداد، ثم أمر بإخراجهم مع أولادهم ونسائهم إلى مكان خارج بغداد بجوار المقابر فيذبحون وتسبى نساؤهم واولادهم ، او يقتلون ، وقد ذبح على هذه الصورة أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف ابن العالم الإسلامي المشهور ابن الجوزي رحمه الله واخرون من الفقهاء  وحملة القرآن، والخليفة حي يشاهد هذا، فيا ترى كم من الندم والخزي والرعب الذي كان يشعر به الخليفة؟! ثم استبيحت بعدها عاصمة الخلافة بغداد -  
ترى لو قاوم الخليفه ومن معه ، كان على الاقل انهم لو ماتوا لكانوا قد  ماتوا  بكرامتهم وعزهم ؟ وربما تغير وجه التاريخ بصمودهم  ومقاومتهم ؟؟ هل نستفيد من دروس التاريخ ؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق