النص مقتبس عن رواية ،، وجبة من طحالب الكتابة ،، الصادرة عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش سنة 2013
إني الصانع محبرتي من حجر ، مدادها لا ينفد من مقل الكادحين ، ولو شئت أن أسكب مصبه على الأرض لكان لها من الماء غطاء ومن ملحه صخورا رواسب وجبالا ، فلما ترى البؤساء يعمرون المساجد ، فلا تحسبنهم عبادا ، بل يدخلونها حشودا والمواقيت عليهم غير محظورة ، مسلمة ، ولا يرجى مما يغرفون من دعاء تغييرا ، إن الذي يستبق ريح الصدى في قرع الأجراس يعلم ما بأنفسهم يسرقون من الشرطة وقتا يقيمون فيه نصب وقفة احتجاج أمام الله ، ليعيد الحق إلى أصحابه ، ومن الناس من قتلوا ، وبجوفهم الغضبيكاد يتفجر حميمه وسيله يبلغ الزبى ، والشمس في جب الغروب تنزل رمادا وجمرا منطفئ اللهب ، والصمت الرهيب على الألواح جاثم ، وفي سوق النخاسة يباع القرطاس وفي بيعه تبخيس ، ولقد حملوا عليه أكياس الرديلة ، شعراء يرقصون في الأعياد تبرجا ، ولما تختم الأعياد يدهب مدحهم ، لرهط ماس إني أكتب ما لا يكتبون ، ولا أنتم كاتبون نظير ما أكتب ، فما وضعتهم من لثم على وجه المدن قد اهترى قماشه ، فإني أرى ما لا ترون ، والذي ترونه في بسطه تعمهون ، ألامس طفولة الأزقة بلبي ، ووجه المهد ينقلب عما تنفقون عليه من مآثر ، لا تأتي عطشه إلا سرابا ، فجئته اليوم بما إصطفيت له من مزن تسوقه رياح خيالاتي ، يتفجر من ثديي شلالا يستشفه الظمئى زلالا عند مائدة كل إصباح .
دخلت حارة الإنسان والأزقة التي نفذت منها إلى أقطاره ضيقة لا تستوعب سعة خفي ، وعندما ولجت أسماءه ، وأحصيت عواصم أجداده وما أضمر في أسوارها من قتلى ، قمت على مشارفها طاردا من بوابة الشوارع شرطة على الأرواح تترفل ، فأدبرت هاربة مني على كعب الخبن ، إلى مغارات الكهوف تستنجد في ظلمتها بالكتب القديمة ، فبسطت الضحى سراجا سناه من لون الشمس ، أتخد له من الجبال الشوامخ شمعدانا تابت النصب ، يضيء مقابرا من الأوطان قد تفحمت من الجوع ، فانصرفت من غرفة الحياة أتأبط جثة مجتمعي ، شاردا كحمل وديع تاه عن الأثدات ، عسى أن أجد اه رحما أضع فيه فسيلته ، والغسق يدحرج على ذيل الغروب الشمس إلى الوقب ، تم على ربوة قبالة الليل ، نسجت من حضورسجنا ، ورحما حيت أفضت ، ضاقت سعته اكتظاظا بالأرواح ، حتى صارت أدمته سجادة من رميم الأضداد ، والموت على بلعومي واضع شوكته ، فلا يأخد مني إلا قمامة من طين ، يبقى نعلها على الرصيف ملقا ، فعرجت وصهيل الخيل يلاطم صداها سمعي ، وركض قوائمها براقي ، أنزل والذي بصحبتي إلى المعارك أصدرفحفة وجه الذي يقيم على الأرض جحيما ، تشوي ناره الناس وقودها سوط عدل للدماء سافك ، ولئن تبعثر ما حول الأرض من قبور لا تعثر بها على نبي يقوم إصلاحا ، ومن الماء حتى الماء وما يحف به من بيادي وإلى آخر مئذنة في تخوم العقيدة ، فإن العرب لن يبعث منهم رسولا ، ولئن تبدل الحروب القادمة وجه الخرائط .
إني الصانع محبرتي من حجر ، مدادها لا ينفد من مقل الكادحين ، ولو شئت أن أسكب مصبه على الأرض لكان لها من الماء غطاء ومن ملحه صخورا رواسب وجبالا ، فلما ترى البؤساء يعمرون المساجد ، فلا تحسبنهم عبادا ، بل يدخلونها حشودا والمواقيت عليهم غير محظورة ، مسلمة ، ولا يرجى مما يغرفون من دعاء تغييرا ، إن الذي يستبق ريح الصدى في قرع الأجراس يعلم ما بأنفسهم يسرقون من الشرطة وقتا يقيمون فيه نصب وقفة احتجاج أمام الله ، ليعيد الحق إلى أصحابه ، ومن الناس من قتلوا ، وبجوفهم الغضبيكاد يتفجر حميمه وسيله يبلغ الزبى ، والشمس في جب الغروب تنزل رمادا وجمرا منطفئ اللهب ، والصمت الرهيب على الألواح جاثم ، وفي سوق النخاسة يباع القرطاس وفي بيعه تبخيس ، ولقد حملوا عليه أكياس الرديلة ، شعراء يرقصون في الأعياد تبرجا ، ولما تختم الأعياد يدهب مدحهم ، لرهط ماس إني أكتب ما لا يكتبون ، ولا أنتم كاتبون نظير ما أكتب ، فما وضعتهم من لثم على وجه المدن قد اهترى قماشه ، فإني أرى ما لا ترون ، والذي ترونه في بسطه تعمهون ، ألامس طفولة الأزقة بلبي ، ووجه المهد ينقلب عما تنفقون عليه من مآثر ، لا تأتي عطشه إلا سرابا ، فجئته اليوم بما إصطفيت له من مزن تسوقه رياح خيالاتي ، يتفجر من ثديي شلالا يستشفه الظمئى زلالا عند مائدة كل إصباح .
دخلت حارة الإنسان والأزقة التي نفذت منها إلى أقطاره ضيقة لا تستوعب سعة خفي ، وعندما ولجت أسماءه ، وأحصيت عواصم أجداده وما أضمر في أسوارها من قتلى ، قمت على مشارفها طاردا من بوابة الشوارع شرطة على الأرواح تترفل ، فأدبرت هاربة مني على كعب الخبن ، إلى مغارات الكهوف تستنجد في ظلمتها بالكتب القديمة ، فبسطت الضحى سراجا سناه من لون الشمس ، أتخد له من الجبال الشوامخ شمعدانا تابت النصب ، يضيء مقابرا من الأوطان قد تفحمت من الجوع ، فانصرفت من غرفة الحياة أتأبط جثة مجتمعي ، شاردا كحمل وديع تاه عن الأثدات ، عسى أن أجد اه رحما أضع فيه فسيلته ، والغسق يدحرج على ذيل الغروب الشمس إلى الوقب ، تم على ربوة قبالة الليل ، نسجت من حضورسجنا ، ورحما حيت أفضت ، ضاقت سعته اكتظاظا بالأرواح ، حتى صارت أدمته سجادة من رميم الأضداد ، والموت على بلعومي واضع شوكته ، فلا يأخد مني إلا قمامة من طين ، يبقى نعلها على الرصيف ملقا ، فعرجت وصهيل الخيل يلاطم صداها سمعي ، وركض قوائمها براقي ، أنزل والذي بصحبتي إلى المعارك أصدرفحفة وجه الذي يقيم على الأرض جحيما ، تشوي ناره الناس وقودها سوط عدل للدماء سافك ، ولئن تبعثر ما حول الأرض من قبور لا تعثر بها على نبي يقوم إصلاحا ، ومن الماء حتى الماء وما يحف به من بيادي وإلى آخر مئذنة في تخوم العقيدة ، فإن العرب لن يبعث منهم رسولا ، ولئن تبدل الحروب القادمة وجه الخرائط .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق