كانت الاسابيع طويله وكان يوم الجمعه يمر بينهما فى غمضت عين كان شرف يأتى ويذهب دون ان ادرى كيف تمضى الساعات بيننا كان الوقت الذى يمر فى وجوده سريع جدا مما جعلنى اشعر اننى انتظره حتى وهو معى . كنت بفضل ابصله طول الوقت واقول لنفسى النهارده هو معايا لكن بكره مش هيكون معايا كنت افضل ابصله وهو بيكلم واملى عينى منه لدرجة انه كان بيستغرب ويسالنى : بتبصيلى كده ليه ؟ اقوله ابدا اصلك هتوحشنى .نعم كنت اعترف له باشتياقى لعله يحن ويأتينى فى وسط الاسبوع وانا اعلم جيدا ان هذا يقلل من كرامتي بعد ان قال لى فى يوما ما ( اهلك عندهم حق لما قالو انى اجيبلك يوم فى الاسبوع عشان هى دى الاصول انتى اللى ليكى عندى الجمعه بس ) انها كلماته القديمه التى لم انساها مطلقا والتى تجعلنى اكره اهلى بقدار حبى له وتجعله ايضا يبتعد عنى بمنتهى القسوه تحت مسمى الاصول ربما كان يعتقد ان يكفينى تلك الساعات القصيره لرؤيته واشباعى منه ولكنه كان مخطئا وبرغم كل هذا مازلت اشتاق اليه ومازال انتظارى له مريرا . مازال شرف يبتعد ومازال قلبى يحترق من شدة اشتياقى . ومازلت ايضا اتسائل من صاحب اليد المجهوله التى تحاول ابتعاد حبيبى عنى ؟ كنت اشير بهذا السؤال الى اهلى وبالاخص خالتى وأولادها .فى هذا الوقت الذى اتسائل فيه كنت احتاج لأحد بجانبى يشعر بمدى احتياجى لحبيبى ويستمع الى انينى واوجاعى ولكن لمن احتاج وجميعهم يتفقون على نفس الموقف ويتخذون نفس الاتجاه . فكلما كنت اشكى لاحد من اهلى عن ابتعاد شرف يردو قائلين : شرف المفروض ميجيش غير كل جمعه وده الصح
شعر ( فى عز ماكنت محتاجه )
فى عز ماكنت محتاجه لحد يسمعنى لقيت كل القلوب ضدى لقيت الكل مانعنى صبرت وقلت اتحمل تعذيبى فى غيابه
لقيت البعد بيطول وعذابى قاتلنى فى عز ما كنت محتاجه لحد يسمعنى
لقيت كل البشر سدين ودنهم عنى لقيتهم كلهم راضيين بعذابى وبوجوعى فى عز ماكنت محتاجه لايد تطمنى
لقيت الكل اتخلى. لقيت الكل بيسيبنى
جاءت الجمعه التى لم اشعر بمرورها والتى كانت بالنسبه لى يوم بلا ساعات وبلا وقت . حضر شرف وكالعاده خرجت من حجرتى وجلست معه فى الصالون . قد اكون سعيده ولكن كل ما يشغل بالى هو الوقت الذى لا استطيع توقيفه حيث بدأ يلاحظ شرف نظراتى الى الساعه من وقت لاخر وسالنى : مالك؟ بتبصى فى الساعه كتير ليه؟ ابتسمت وقلت : لا مافيش اصل مش عرفه الوقت بيجرى بسرعه ليه. دى الساعه بقت 8 تخيل . قالى : ايوه يا بنتى لازم يجرى اومال انتى عايزه الساعه تفضل واقفه ده انا كمان لازم امشى الساعه 10 . التفت اليه بكل حزن وقلتله : ليه؟ قالى : رايح مشوار مع ناس اصحابى . طبعا اضايقت لانه مش هيمشى الساعه 12 زى كل مره يعنى هيمشى قبل معاده بساعتين وكان ده بالنسبالى يوم ضايع مش محسوب من ضمن ايام الجمع . لكن اللى كان مصبرنى انى كنت متاكده انه جى بكره لان بكره عيد ميلادى . مضى الوقت مسرعا ودقت الساعه العاشره. حيث حان وقت ذهابه . ذهب شرف وترك لى شعاع الامل بلقائه فى الغد القريب . انها 12 ساعه فقط من الانتظار وليس اسبوعا . كان قلبى مستمتعا بتلك الانتظار وانا اردد بداخلى فى لهفه اكيد هشوفه بكره .كنت بحاول افكر فى لقائنا بكره وفى نفس الوقت بحاول مفكرش انى هيكون احساسى ايه لما يمشى واليوم بكره ينتهى . كنت بحاول اسرق من الزمن لحظات افرح فيها حتى لو كانت اللحظات دى من لحظات الانتظار . بحاول افرح قبل ماتيجى لحظه وداعه بكره . وفى الصباح صحيت على صوت رساله من شرف مكتوب فيها ( كل سنه وانتى طيبه يا حبيبتى ) فرحت جدا بالرساله واتصلت بيه وانا فى قمة سعادتى رد شرف وقال : صحى النوم كل سنه وانتى طيبه . ضحكت وقلتله : وانت طيب . وانا بكلمه لاحظت ان فيه هدوء جمبه . قالتله : انت فى الشغل ولا ايه . قالى : لا انا اخدت النهارده نص يوم من الشغل . ساعتها ابتسمت وحسيت انه خد نص يوم عشان يجى يقعد معايا اليوم من اوله .لكن لقيته بيقولى انا رايح مشوار دلوقتى وهبقى اجيلك بليل . قفلت معاه وانا مستغربه وبدأ التفكير .ايه حكاية المشاوير كل يوم دى ؟ ليه استخسر فيا اليوم الوحيد اللى المفروض يكون بالنسباله فرصه يكون معايا فيه من اوله ونقضيه سوا . كنت بسال نفسى ازاى بيتعامل مع يوم عيد ميلادى كأنه يوم عادى له نفس الساعات اللى بيجيلى فيها فى الايام العادية . ازاى اليوم ده مش مهم بالنسباله ؟. حيث بدأ الشك يدق قلبى وبدأ انفعالى يظهر على ملامح وجهى مما جعل ابى يلاحظ هذا الانفعال و يسالنى : مالك ؟ قلتله : شرف واخد النهارده نص يوم من شغله ومجاش يقضى معايا اليوم من اوله رغم انى المفروض اكون وحشاه زى مهوا واحشنى . المفروض تكون دى بالنسباله فرصه انه يجى يعوض الاسبوع اللى مش بنشوف بعض فيه . رد بابا وقالى: طب ومجاش ليه ؟ قلتله: بيقول رايح مشوار وامبارح مشى بدرى عشان بردو كان رايح مشوار يعنى هو يسيب الاسبوع كله ويروح مشاويره فى الايام اللى بيجيلى فيها ؟ ضحك بابا وقالى : طيب استنى لما يجى بليل وقوليله الكلام ده وشوفيه هيقولك ايه يمكن تكونى ظلماه . . ومرت الساعات حيث دقت الساعه السادسه . رن جرس الباب . فى هذه اللحظه كنت فى حجرتى استعد لعيد الميلاد وفجأه سمعت صوت ابى يقول : ايه يا شرف بس اللى انت جايبه ده . رد شرف وقال : ده انا روحت امبارح بليل حجزته بعد مامشيت من عندكم واخدت النهارده نص يوم من الشغل مخصوص عشان اجيبه لامل .اومال هى فين ؟رد بابا وقال : دى بتلبس ثانيه وحده هروح اندهلها . لقيت بابا بيفتح عليا باب الحجره وبيقولى : والله خساره فيكى شوفى واخد نص يوم مش شغله مخصوص عشان يجيبلك ايه وانتى ظلمتيه . خرجت من الحجره وكانت هى المفاجئه . لقيت قفص كبير محطوط على الارض بداخله بغبغانين . واحد لونه اصفر والثانى رماضى و شرف قاعد جمبهم على الارض بيلاعبهم من بين اسلاك القفص واول ماشفنى ضحكلى وقالى : كل سنه وانتى طيبه .ابتسمت وقلتله: وانت طيب ليه بس تعبت نفسك كده . قالى : تعب ايه دى حاجه بسيطه وفضل يلاعب البغبغانات. كنت واقفه بصاله وساكته .كنت حسه ان جوايا احساسين عكس بعض نهائى . فرحانه ومندهشه من المنظر وفى النفس الوقت ضميرى بيأنبنى لانى ظلمته . شكيت فيه من كتر اشتياقى له غصب عنى.شكيت فيه امبارح وقلت مشى بدرى ليه ورايح مشوار فين ومع مين اتاريه رايح يحجزلى البغبغانات وضحك عليا وقال رايح مشوار عشان يعملهالى مفاجأه وشكيت فيه النهارده تانى وقلت مستخسر فيا يجيلى بدرى ويقعد معايا اليوم من اوله اتاريه رايح يجيب البغبغانات .اد ايه كنت كرهه نفسى فى اللحظه دى . واد ايه كان شرف صعبان عليا جدا . قعدت جنبه على الارض وبدأت اللاعب البغبغانات وقلتله : ايه رأيك نسميهم (امل وشرف) نظر لى شرف وضحك ثم قال : فكره بردو ..مر الوقت فى الضحك واللعب وبعد نص ساعه بدأنا فى تحضير التورته والشمع والاطباق. وبعد دقائق بدأ عيد الميلاد حيث حانت لحظة اشعال الشموع واطفاء النور وبدأ الجميع يردد (هابى بيرث داى تو يو ) كنت اشعر اننى فى قمة سعادتى وكأنها السنه الاولى من عمرى بوجود شرف معى وانا اراه بجانبى يصفق ويغنى سنه حلوه يا جميل .. وعند اطفائى الشموع طلبو منى ان اتمنى . فتمنيت .. تمنيت ان ربنا ميحرمنيش من شرف ابدا وكانت هى امنيتى الوحيده.. تمنيت وانا اعلم انه سيذهب بعد دقائق . تمنيت وانا اعرف ان امنيتى لابد من افسادها ثم اطفأت الشموع وساد الظلام فى اركان البيت بقلم /امال مصطفى الشامى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق