_ قهقهةُ رحيلْ _
-------
دمعتي التي ما تزالُ صامدةْ
على ضِفّةِ نهرٍ مُشرئبَّ العُنقْ
وأنتِ على ثغري
تمرينَ كما نسمةُ ريحٍ
أنهكها أنينُ الهَجرْ
يُزغرِدُ طيرٌ في سماءٍ
لا قُبّةَ لها ... سوى قلبي
تصرخُ نايٌ ... اِنقطعَ الوترْ
موجةٌ لا وجهَ لها
تستبيحُ سكوني
فرّتْ لتوِّها منْ قهرِ البحرْ
أخبرتُ نفسي ذاتَ مرّةْ
أتُراني يوماً أبقى أنا ... كما أنا ...
ودمعتي تُرفرفُ على جرحٍ
مازالَ ينزِفُ شيئاً من ضجر
أو أنّي أهذي كمجنونٍ
مستّهُ صيحاتٌ منْ سحر
منذُ ولادتي الأخيرةْ
ومنذُ أنْ هطلتْ دمعتي الأولى
أبحثُ عنْ ظلّي
الذي غابَ على شُطآنِ القمرْ
كم اِحتفلتُ برحيلي ... وموتي
وكمْ سرقتُ منْ جُعبةِ أبي
رصاصةً تهوى السفرْ
إلى أينَ تأخذني يا شراعْ
مازالَ لديَّ هُناكَ ... على ثغرِ شمسٍ
بعضٌ منْ مَتاعْ
لا تستعجل الرحيلَ عليَّ
أودُّ أنْ أجِدَ ظِلّي
التائهُ في أزيز من ضياعْ
ثُمَّ أركبُ لحنَ الوداعْ
تريثْ أيها الظل
فإنَّ الرحيلَ آتٍ
من ثقب إبرة ...
لا مفرَّ مِنهُ ... لا مفرْ ...
-------
وليد.ع.العايش
22/8/2017م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق